الأربعاء ديسمبر 18, 2024
الأربعاء, ديسمبر 18, 2024

هل إسرائيل وحزب الله على شفا حرب شاملة؟

فلسطينهل إسرائيل وحزب الله على شفا حرب شاملة؟

✍🏾 فابيو بوسكو

في 18 حزيران/ يونيو، أعلنت دولة إسرائيل عن خططها لغزو لبنان، من دون تحديد مواعيد نهائية. وفي اليوم نفسه، التقى الدبلوماسي الأميركي عاموس هوكشتاين برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري وأرسل رسالة إلى حزب الله مفادها: في غضون خمسة أسابيع ستنهي القوات الإسرائيلية هجومها على رفح وتبدأ هجوماً محدوداً ضد حزب الله في لبنان بدعم من واشنطن، ولذلك فمن الأفضل السعي إلى المفاوضات مع إسرائيل. (1)
أصدر حزب الله صوراً مفصلة لمدينة حيفا ومينائها ووحداتها العسكرية وصناعة أسلحة رافاييل التقطتها طائرة بدون طيار كانت تستعد لهجوم مميت ضد إسرائيل. وفي العشرين من الشهر الجاري، أوضح زعيم “حزب الله” حسن نصر الله أنه إذا شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على لبنان، فإن حزب الله سيرد دون قواعد أو حدود، على عكس ما فعله حتى الآن. حتى أنه هدد بمهاجمة قبرص إذا دعمت الهجوم الإسرائيلي. وأخيرا، ذكر أن حزب الله سيوقف هجماته على إسرائيل بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
ومع ذلك، فإن نية حزب الله الحقيقية هي تجنب أي توسع للصراع اليوم، حيث يقتصر من جانبه على الشريط الحدودي ومزارع شبعا، وهي منطقة لبنانية صغيرة احتلتها دولة إسرائيل عام 1967. والأولوية الإقليمية لحزب الله هي الدفاع عن النظام الإيراني وليس الفلسطينيين أو حتى حركة حماس.
ومن ناحية أخرى، تدرك القيادة العسكرية الإسرائيلية أنه من الضروري غزو لبنان لطرد حزب الله من الحدود. ويؤيد هذا الرأي 65% من السكان اليهود الإسرائيليين. يحتاج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى ما يسميه نصراً، لأن الإبادة الجماعية في غزة هي كارثة لم تتسبب فقط في خسارة إسرائيل معركة كسب القلوب والعقول في جميع أنحاء العالم، ولكنها أدت إلى انقسام الحكومة الإسرائيلية نفسها ووضعتها في صراع مع الجيش.
انتقد المتحدث العسكري الإسرائيلي دانييل هاغاري الحكومة الإسرائيلية علناً لعدم وجود خطة لغزة بعد هجوم رفح. بالنسبة للجيش، فإن الافتقار إلى رؤية استراتيجية لغزة يطرح سيناريوهين غير مرغوب فيهما: سيطرة عسكرية مكلفة تواجه عداء السكان وأعمال حرب العصابات التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية، أو إدارة حماس كما كانت قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
الجيش أكثر دعما لمقترحات إدارة بايدن لاستبدال الاحتلال العسكري الإسرائيلي لغزة بجنود من الدول العربية المتحالفة مع حكومة السلطة الفلسطينية المتعاونة، والذين سيكونون مسؤولين عن القضاء على المقاومة الفلسطينية، تماما كما فعلوا في الضفة الغربية عام 2016 من خلال التعاون الأمني ​​مع دولة إسرائيل. ووفقاً لمصادر حكومية أمريكية، فإن تدريب ما يتراوح بين 6 إلى 8 آلاف ضابط شرطة اللازمين للسلطة الفلسطينية للسيطرة على غزة سوف يستغرق عشرة أشهر ويتطلب التمويل.
كما أن الجيش غير راضٍ عن إعفاء الحكومة لليهود المتشددين من التجنيد العسكري، وهو ما تعتبره غالبية السكان امتيازاً غير مقبول. لكن ديمومة حكومة نتنياهو تعتمد على تحالفها مع الحزبين اللذين يمثلان اليهود المتشددين، بالإضافة إلى الأحزاب التي تمثل المستوطنين اليمينيين المتطرفين (الذين تسميهم أجهزة المخابرات الإسرائيلية نفسها بالإرهابيين اليهود).
ويرى نتنياهو في غزو لبنان، إمكانية لتقديم انتصار للسكان الإسرائيليين، حيث أن القوات الإسرائيلية ارتكبت في غزة العديد من الفظائع التي تمثل إبادة جماعية، لكنها غير قادرة على القضاء على قادة حماس العسكريين ولا تدمير قدراتهم العسكرية بالكامل، وهو ما يمثل إبادة جماعية. ينظر إليها على أنها هزيمة.
إن العائق الأكبر أمام غزو لبنان هو المقاومة اللبنانية التي سبق لها أن طردت القوات الإسرائيلية بعد 18 عاماً من احتلالها في العام 2000، وموقف الإمبريالية الغربية، وعلى وجه الخصوص الحكومة الأميركية، التي تعمل على منع توسع الحرب باتجاه لبنان. الصراع في الشرق الأوسط له تأثير قوي على الاقتصاد العالمي وعلى إنفاق حكومة بايدن، حيث أن أولويتها هي النزاع الإمبريالي مع الصين، وليس مع الفلسطينيين أو اللبنانيين.
لذا فإن نتنياهو يتردد ويسعى لكسب الوقت، والاحتفاظ بالاحتلال العسكري في غزة (وهو ما قد يفتح احتمال إنشاء مستعمرات صهيونية، وهو الأمر الذي سترحب به قاعدته الانتخابية)، والحفاظ على احتمال غزو لبنان من خلال توسيع الاستفزازات العسكرية دون تصعيد، ودون شن هجوم شامل.
وفي استفزازاتها العسكرية، نفذت دولة إسرائيل حوالي 10,000 هجوم، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 500 لبناني ونشر الفسفور الأبيض عبر كامل الشريط الحدودي داخل لبنان لجعله غير صالح للسكن، فيما نفّذ حزب الله نحو 2000 هجوم أسفرت عن مقتل نحو 30 شخصاً حتى الآن. (3)

(1)
https://www.middleeasteye.net/news/us-signals-hezbollah-it-will-back-israeli-offensive-frustration-gaza-ceasefire-grows

(2)
https://www.middleeasteye.net/news/us-weighs-plan-centcom-coordinate-directly-gaza-palestinian-authority-security-forces

(3)
https://www.aljazeera.com/news/longform/2024/4/15/mapping-israel-lebanon-cross-border-attacks



ترجمة فيكتوريوس بيان شمس

Check out our other content

Check out other tags:

Most Popular Articles