الأحد ديسمبر 22, 2024
الأحد, ديسمبر 22, 2024

(30) المؤتمرات العالمية الأربعة الأولى للأمميـــــــــــة الشيوعيــــــــــــــة

النظرية الماركسية(30) المؤتمرات العالمية الأربعة الأولى للأمميـــــــــــة الشيوعيــــــــــــــة

قرار حول المسألة التشيكوسلوفاكية

أولاً: المعارضة

كان طرد الرفاق ييليك وبولين، إلخ، نتيجة الانتهاكات المتكررة للانضباط التي كان هؤلاء الرفاق مسؤولين عنها في الحزب. فعندما قدم ممثلهم الرفيق ييليك، كما ممثل قيادة الحزب، الرفيق سميرال، موافقتهما في موسكو على قرار يؤكد أنه لا يوجد أي اختلاف أساسي في الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي، وينتقد في الوقت نفسه النقص في الممارسة في عدد من المسائل، كان من واجب جميع الرفاق الذين يعترفون بهذا النقص في الممارسة هذا، أن يعملوا من أجل تجاوزه.

وعلى العكس، فرضت المعارضة وجود جريدة للتكتل، KOMMUNISTA، متعارضة بذلك مع قرار المؤتمر الثالث الذي يمنع التكتلات. وقبل بضعة أيام من اجتماع لجنة كونفرنس الحزب قامت المعارضة بانتهاك صريح للانضباط إذ أطلقت على الرغم من تحذير القيادة نداء يدعم أخطر الاتهامات ضد اللجنة القيادية. وبرفضها سحب هذه الاتهامات، أثارت العارضة بشكل خاص اللجنة وكونفرنس الحزب وتسببت بذلك بطردها.

وأمام الأممية بأكملها، أطلقت المعارضة اتهاماً ضد الأغلبية وضد سميرال، قائلة إنهما يعملان من أجل ائتلاف حكومي مع العناصر اليسارية من البرجوازية. وهذا الاتهام يتناقض مع التحرك العلني للحزب وينبغي الإقرار بأنه غير مبرر إطلاقاً. وفي برنامج المعارضة، كما عبَّر عنه فاجتوير، هناك مطالب ذات طابع نقابوي وفوضوي ولا علاقة لها بالمفاهيم الماركسية.

وواقع أن المعارضة تتضامن مع هذا البرنامج يثبت أنها لا تمثل في المسائل الأساسية سوى تحريف فوضوي ـ نقابوي لمبادئ الأممية الشيوعية.

مع ذلك، فإن المؤتمر الرابع الذي يرى أنه من غير المناسب طرد المعارضة فإنه يعيد إدخالها مع اللوم وتعليق مهامها حتى المؤتمر القادم للحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي. ولا يجب أن يفسَّر المؤتمر بعدم التصديق على طرد المعارضة، بسبب عدم ملاءمته، على أنه يعني تأييد مسلك المعارضة وبرنامجها. فهذا القرار تمليه الاعتبارات التالية: لقد أهملت قيادة الحزب سابقاً أن تشرح للمعارضة أن تشكيل هيئة تكتلية غير مقبول، لذلك اعتقدت المعارضة أن من حقها النضال من أجل وجود هكذا هيئة. وتركت قيادة الحزب سلسلة من الأعمال غير الانضباطية تتم وأضعفت على هذه الشاكلة الشعور بضرورة الانضباط والشعور بالمسؤولية لدى المعارضة. إن المؤتمر الرابع يستبقي الرفاق المطرودين في الحزب، إذا اعترفت المعارضة بضرورة الوفاء بالتزاماتها بشكل صارم، وإذا خضعت دون احتجاج لانضباط الحزب.

إن هذا الخضوع يلزم المعارضة بالتخلي عن تأكيداتها واتهاماتها التي تخرب وحدة الحزب، والتي أكدت أبحاث اللجنة أنها دون أساس وخاطئة. ويجبرها على إطاعة جميع أوامر اللجنة القيادية. وعندما يعتبر أي رفيق أنه مغبون في حقوقه، فليس عليه إلا التوجه إلى الهيئات المختصة في الحزب (اللجنة التنفيذية، والكونفرنس الوطني)، وبالدرجة الأخيرة إلى هيئات الرقابة في الأممية الشيوعية. وحتى قرار الهيئة الأعلى، على كل واحد أن يخضع لقرار المنظمة الحزبية.

ثانياً: الصحافة

ينبغي أن توجه الصحافة اللجنة القيادية للحزب حصراً. ومن غير المقبول أن تسمح الجريدة المركزية الحزبية لنفسها ليس فقط بخوض سياسة خاصة بل أن تعتبر ذلك من حقها. وحتى عندما تظن هيئة التحرير أن القيادة المسؤولة قد ارتكبت خطأ في حالة ملموسة، فمن واجبها أن تخضع للقرار المعني. إن مهمة المحرِّر لا تشكل سلطة أعلى، بل إنها تخضع مثل جميع المهام الحزبية للجنة القيادية. هذا لا يعني أنه ليس من حق المحررين أن يعبروا عن الاختلافات الفكرية في مقالات سجالية موقعة بأسمائهم. إن النقاش حول المسائل الحزبية يجب أن يجري في الصحافة المشتركة للحزب، ومع ذلك لا يجب أن يتم بالشكل الذي يتهدد الانضباط بالخطر. وينبغي أن تعدّ اللجنة القيادية وجميع المنظمات الحزبية أعمالها بنقاش داخل المنظمات.

ثالثاً: عيوب الحزب

يقر المؤتمر الرابع موضوعات التنفيذية الموسعة في تموز / يوليو، التي أشارت إلى عيوب الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي والتي أعلنت أنها ناجمة عن انتقال الحزب من الاشتراكية ـ الديمقراطية إلى الشيوعية. وواقع أنه تم الاعتراف بهذه العيوب من قبل اللجنة القيادية كما من قبل المعارضة يفرض عليهما واجب العمل بحرارة لتصحيحها. ويؤكد المؤتمر أن الحزب يتقدم ببطء شديد في إزالة عيوبه؛ كما أن الحزب لم يفكر بشكل كاف بنشر الأفكار الشيوعية بين الجنود التشيكوسلوفاكيين علماً أن شرعيته وواقع أن الجنود التشيكيين لهم الحق بالتصويت يسمحان له بذلك.

يفرض المؤتمر الرابع على الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي أن يكرس نفسه أكثر مما فعل حتى الوقت الحاضر لمسألة البطالة. ونظراً لانتشار البطالة والوضع المزعزع للعاطلين عن العمل، من واجب الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي ألا يكتفي بهذه التظاهرة أو تلك، بل أن يخوض تحريضاً منظماً وعملاً تظاهرياً منهجياً بين العاطلين عن العمل في جميع البلدان. وعليه واجب أن يناضل بالشكل الأكثر حيوية من أجل مصالح العاطلين عن العمل سواء في البرلمان أو في المجالس البلدية، وبتنسيق العمل البرلماني مع عمل النقابات في الشارع.

ينبغي أن يأخذ العمل البرلماني طابعاً أثر إقناعاً بكثير، وينبغي أن يعرض للجماهير، بشكل واضح، موقف الحزب الشيوعي إزاء سياسة الطبقة المسيطرة، ويمنحها إرادة كسب السلطة داخل الدولة.

ونظراً للنضالات الاقتصادية الكبرى التي تجري في تشيكوسلوفاكيا والتي يمكن أن تتحول في كل يوم إلى نضال سياسي، ينبغي أن يعاد تنظيم اللجنة القيادية بشكل تستطيع معه أن تتخذ سريعاً موقفاً من كل مسألة. وينبغي أن تحافظ منظمات الحزب ويحافظ أعضاؤه، دون تردد، على الانضباط.

إن مسألتي الجبهة الواحدة والحكومة العمالية قد حلها الحزب لحسن الحظ. ورفضت قيادة الحزب، بحق، بعض الأخطاء، من مثل مفهوم الرفيق فوتافا الذي يميل، بصدد الحكومة العمالية، إلى إنشاء تركيبة برلمانية محضة. وينبغي أن يعلم الحزب أن أي حكومة عمالية ليست ممكنة إلا إذا نجحنا في إقناع جماهير العمال الاشتراكيين ـ الوطنيين، والاشتراكيين ـ الديمقراطيين وغير المهتمين، عبر تحريض واسع ونشط، بضرورة القطع مع البرجوازية، وفي أن نفصل عنها جزءاً من الفلاحين والبرجوازية الصغيرة يعانون من غلاء المعيشة، ونجندهم في صفوف الجبهة المعادية للرأسمالية؛ وضمن هذا الهدف ينبغي أن يتدخل الحزب في كل صراع بمحاولات حاسمة من أجل توسيع هذه الصراعات، في كل مرة يكون ذلك ممكناً بغية ترسيخ الشعور لدى الجماهير بأن الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي هو مركز الجذب نحو الجبهة الواحدة لكل العناصر المعادية للرأسمالية.

ومن أجل أن تتمكن الحكومة العمالية من أن تتشكل ومن أجل صيانتها ينبغي أن يركز الحزب جميع قواه ويجمع العمال المطرودين من نقابات أمستردام في نقابات قوية. وعليه على الأقل أن يكسب جزءاً من العمال والفلاحين من أجل الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة. وبهذه الطريقة يتم تفادي ولادة الفاشية التي تمهد الطريق لاضطهاد الطبقة العاملة عن طريق العنف المسلح للبرجوازية.

لذلك ينبغي أن ترتبط الدعاوة والنضال من أجل الحكومة العمالية دائماً بالدعاوة والنضال من أجل أجهزة جماهير البروليتاريا (لجان الدفاع، لجان الرقابة، ومجالس المنشآت). وهناك ضرورة أيضاً لعرض برنامج الحكومة العمالية أمام أنظار العمال (تحميل الملاكين أعباء الدولة، رقابة الأجهزة العمالية على الإنتاج، تسليح البروليتاريا). هناك ضرورة لإظهار الفرق بين الائتلاف الاشتراكي ـ الديمقراطي البرجوازي والحكومة العمالية المستندة إلى أجهزة البروليتاريا أمام العمال.

على جميع أعضاء الحزب أن يتآزروا في هذا العمل. وليس بث الاتهامات الخاطئة وعدم الثقة بقادة الحزب، بل النقد المنطقي لعيوبهم، والعمل اليومي والإيجابي من أجل إصلاحها، هو الذي سيجعل من الحزب حزباً شيوعياً حقيقياً قادراً على إنجاز المهام التي تطرحها عليه الأحداث في تشيكوسلوفاكيا.

قرار حول المسألة النرويجية

بعد الإطلاع على تقرير اللجنة يقرر المؤتمر:

1 ـ ينبغي أن تولي اللجنة المركزية للحزب النرويجي الشقيق اهتمامها كاملاً لضرورة تطبيق قرارات الأممية بدقة أكبر وكذلك قرارات مؤتمراته وأجهزته التنفيذية. وفي الأجهزة الحزبية، كما في نصوص قرارات الهيئات القيادية للحزب، لا يجب أن يكون هناك أي شك حول حق الأممية الشيوعية بالتدخل في الشؤون الداخلية للفروع الوطنية.

2 ـ يطلب المؤتمر أن يكون الحزب، بعد عام من مؤتمره الوطني القادم، منظماً من جديد على قاعدة القبول الفردي. وينبغي أن يتم إعلام التنفيذية دورياً ومرة على الأقل كل شهرين بالإجراءات العملية لهذا الاتجاه ونتائجها.

3 ـ في ما خص محتوى الصحافة فإن الحزب مجبر على تطبيق قرارات المؤتمرات العالمية السابقة فوراً والتوجيهات المتضمنة في رسالة التنفيذية بتاريخ 23 أيلول / سبتمبر الماضي. ويجب تغيير أسماء الصحف الحزبية الاشتراكية ـ الديمقراطية خلال ثلاثة أشهر انطلاقاً من يوم اختتام مؤتمر الأممية الشيوعية.

4 ـ يؤكد المؤتمر صحة وجهة نظر التنفيذية التي أشارت إلى الأخطاء البرلمانية لممثلي الحزب. ويرى المؤتمر أنه يجب على البرلمانيين الشيوعيين أن يخضعوا، بشكل طبيعي، لرقابة صحافته ونقدها؛ غير أن هذا النقد يجب أن يستند إلى وقائع ويحمل طابعاً رفاقياً.

5 ـ يعتبر المؤتمر أنه من المسموح به والضروري في النضال ضد البرجوازية استغلال العداوات بين مختلف شرائح البرجوازية النرويجية وبشكل خاص أكثر العداوات بين الرأسمال الكبير وأنصار الإصلاح الزراعي من جهة والطبقة الفلاحية من جهة ثانية. إن النضال من أجل كسب الجماهير الفلاحية يجب أن يشكل إحدى المهام الأساسية للحزب البروليتاري في النرويج.

6 ـ يؤكد المؤتمر مرة أخرى ضرورة خضوع التكتل البرلماني كما أجهزة الصحافة الحزبية للجنة المركزية للحزب بشكل دائم ودون تحفظ.

7 ـ إن مجموعة «موت داغ»، وهي تجمع مغلق، قد حُلَّت، ووجود مجموعة طلاب شيوعيين مفتوحة لجميع الطلاب الشيوعيين والحفاظ عليها هو مقبول بشكل كامل بطبيعة الحال، وتحت الرقابة الكاملة للقيادة المركزية. وتصبح النشرة الدورية «موت داغ» جريدة الحزب شرط أن تحدد تشكيل هيئة تحريرها اللجنة المركزية للحزب العمالي النرويجي، بالاتفاق مع تنفيذية الأممية الشيوعية.

8 ـ يستجيب المؤتمر لطلب استئناف الرفيق هـ. أولسين، وبما أن الأمر يتعلق برفيق قديم ومخلص في الحزب العمالي ويعمل دائماً بشكل نشط جداً في هذا الحزب، فإن المؤتمر يعيده إلى الحزب مع جميع حقوق العضو الحزبي ولكنه يسجل في الوقت نفسه بوضوح خطأ موقفه في مؤتمر اتحاد عمال المعادن.

9 ـ يقرر المؤتمر طرد كارل جوهانسن من صفوف الأممية الشيوعية ومن الحزب العمالي النرويجي.

10 ـ وبهدف إقامة أفضل ارتباط بين الحزب النرويجي والتنفيذية ولحل النزاعات بأقل احتكاكات ممكنة يكلف المؤتمر التنفيذية القادمة بإرسال مندوبين إلى المؤتمر القادم للحزب.

11 ـ يكلف المؤتمر التنفيذية بصياغة رسالة توضح القرار الحالي.

12 ـ ينبغي أن ينشر هذا القرار كما رسالة التنفيذية في جميع صحف الحزب وتكون بمتناول جميع منظمات الحزب قبل انتخابات الممثلين إلى المؤتمر الوطني القادم.

قرار حول إسبانيا

1 ـ إن الحزب الشيوعي الإسباني، الذي صوّت في دورة التنفيذية الموسعة في شباط / فبراير مع فرنسا وإيطاليا ضد تكتيك الجبهة الواحدة، لم يتأخر بالاعتراف بخطأه، ومنذ شهر أيار / مايو، بمناسبة إضراب مصانع الصلب الكبير، يشرح، ليس بانضباط شكل بل بفهم، واقتناع وذكاء، تكتيك الجبهة الواحدة. وهذا العمل يثبت للطبقة العاملة الإسبانية أن الحزب مستعد للنضال من أجل مطالبه اليومية وقادر على جذب الطبقة العاملة إليه بوقوفه في طليعة المعركة.

وإذ يستمر في هذا الطريق، ويستوعب كل إمكانات التحرك من أجل دعوة مجموع المنظمات العمالية إليه ومن أجل جذب البروليتاريا ومن أجل قيادته، فإن الحزب الشيوعي الإسباني يكسب ثقة الجماهير ويؤدي رسالته التاريخية عبر توحيد جهودها الثورية.

2 ـ إن المؤتمر العالمي الرابع سعيد بأن يشهد أزمة عدم الانضباط التي خربت الحزب في بداية العام قد انتهت لحسن الحظ بتعزيز الانضباط الداخلي للحزب. وهو يدعو الحزب للاستمرار في هذا الطريق ويدعو الشبيبة، بشكل خاص، للمشاركة بكل قواها في تعزيز الانضباط الداخلي هذا.

3 ـ إن خاصية الحركة العمالية الإسبانية هي حالياً تفكك في الإيديولوجية والحركة النقابية ـ الفوضوية. هذه الحركة التي نجحت، منذ عدة سنوات بتجميع أوسع الجماهير العمالية وقيادتها، قد خيبت آمالهم وإرادتهم الثورية عبر استخدام التكتيك الفوضوي للعمل الفردي والإرهاب والفيدرالية، أي تفتيت التحرك، وليس التكتيك الماركسي والشيوعي للتحرك الجماهيري والتنظيم الممركز للنضال.

واليوم تمضي الجماهير العمالية الخائبة في حال سبيلها ويتزحلق القادة الذين ضللوها بسرعة نحو الإصلاحية.

إن إحدى المهام الأساسية للحزب الشيوعي هي كسب الجماهير العمالية المخيَّبة الآمال وكسبها وجذب العناصر الفوضوية ـ النقابية التي تتنبّأ لخطأ عقيدتها عبر رفض الإصلاحية الجديدة للقادة النقابيين.

ولكن ضمن هذا الجهد لكسب ثقة العناصر الفوضوية ـ النقابية ينبغي أن يتفادى الحزب الشيوعي أن يقوم بتنازلات مبدئية وتكتيكية لإيديولوجيتها، المدانة بتجربة البروليتاريا الإسبانية نفسها. وينبغي أن يحارب في صفوفه الاتجاهات التي تريد، حول هذه النقطة وبهدف كسب النقابيين بسرعة أكبر، سوق الحزب في طريق التنازلات، وينبغي أن يدينها. ومن المفضل أن يتم استيعاب العناصر النقابية ببطء أكبر لكن أن تكون هذه العناصر مكسوبة حقاً للقضية الشيوعية، أكثر مما هي مكسوبة بسرعة على حساب انحراف للحزب يُعدّ هذا الأخير في مستقبل قريب لأزمات جديدة ومضنية. ويجب أن يوضح الحزب الإسباني للفوضويين ـ النقابيين التكتيك الثوري للبرلمانية بشكل خاص ويفهمهم إياه كما حدده المؤتمر الثاني للأممية. إن العمل الانتخابي هو بالنسبة للحزب الشيوعي وسيلة للدعاوة ولنضال الجماهير العمالية، وليس ملجأ للوصوليين الإصلاحيين أو للبرجوازيين ـ الصغار.

إن تطبيقاً متكرراً لتكتيك الجبهة الواحدة يكسب ثقة الجماهير التي لا زالت تحت تأثير الإيديولوجية الفوضوية ـ النقابية ويثبت لها أن الحزب الشيوعي هو منظمة سياسية للمعركة الثورية للبروليتاريا.

4 ـ ينبغي أن تجذب الحركة النقابية الإسبانية بشكل خاص انتباه حزبنا وجهده. وينبغي أن يقوم الحزب الشيوعي بدعاوة مكثفة ومنهجية في جميع المنظمات النقابية، من أجل وحدة الحركة النقابية في إسبانيا. ومن أجل خوض هذا التحرك إلى النهاية، يجب أن يعتمد على شبكة من الأنوية الشيوعية في جميع النقابات التي تنتمي إلى الاتحاد الوطني والاتحاد العام، وفي جميع النقابات المستقلة. عليه إذا أن يرفض كل فكرة أو ميل يدعو إلى الخروج من النقابات الإصلاحية وأن يحاربه. وإذا طردت نقابات أو مجموعات شيوعية من النقابات الإصلاحية على الشيوعيين تفادي إرضاء رغبات انشقاقيي أمستردام عن طرق الخروج بدافع التضامن، بل على العكس يجب أن يظهروا تضامنهم وهم باقون داخل الاتحاد العام للشغل (U.G.T) وبمحاربتهم من أجل إعادة إدخال المطرودين وبشكل نشط. وإذا بقيت هناك مجموعات ونقابات مطرودة على الرغم من هذه الجهود المستمرة، فعلى الحزب الشيوعي أن يدعوها للدخول إلى الاتحاد الوطني للشغل (C.N.T)، وينبغي أن يشكل الشيوعيون المنتسبون إلى الاتحاد الوطني للشغل أنويتهم المرتبطة باللجنة النقابية للحزب وهم يتعاونون دون شك بكل رفاقية مع النقابيين المناصرين للأممية النقابية الحمراء وغير المنتمين إلى الحزب. لكنهم يحفظون تنظيمهم الخاص ولا يتنازلون عن وجهة نظرهم الشيوعية ويناقشون بشكل أخوي مع النقابيين في المسائل التي يمكن أن يكون عليها خلافات.

ولخوض النضال من أجل الوحدة النقابية إلى النهاية ينشئ الحزب الشيوعي لجنة مختلطة من أجل وحدة الحركة النقابية الاسبانية تكون في الوقت نفسه مركزاً للدعاوة ومركزاً لالتقاء النقابات المستقلة التي تنضم إلى مبدأ الوحدة. ويثابر الحزب على إفهام الجماهير العمالية في إسبانيا أن الطموحات والمصالح المحلية للقادة النقابيين الإصلاحيين أو الفوضويين النقابيين هي وحدها التي تتعارض مع الوحدة النقابية ـ التي هي على درجة عالية من الأهمية بالنسبة للمصلحة الحيوية والضرورية للطبقة العاملة من أجل تحريرها الكامل من نير الرأسمالية.

_____________

– الإشراف العام على التدقيق والمراجعة والتصحيح والتنضيد الإلكتروني منيف ملحم
– مراجعة فيكتوريوس بيان شمس بالتعاون مع صفحة التراث الأممي الثوري
– نقله إلى العربية لينا عاصي
– راجع الترجمة ودقّقها كميل قيصر داغر

لمراجعة الفصل السابق يرجى الدخول من خلال الرابط أدناه:

(29) المؤتمرات العالمية الأربعة الأولى للأمميـــــــــــة الشيوعيــــــــــــــة

Check out our other content

Check out other tags:

Most Popular Articles