الأحد ديسمبر 22, 2024
الأحد, ديسمبر 22, 2024

(26) المؤتمرات العالمية الأربعة الأولى للأمميـــــــــــة الشيوعيــــــــــــــة

النظرية الماركسية(26) المؤتمرات العالمية الأربعة الأولى للأمميـــــــــــة الشيوعيــــــــــــــة

موضوعات حول المسألة الزنجية

1 ـ خلال الحرب وبعدها، تطورت حركة تمرد ضد سلطة الرأسمال العالمي بين الشعوب المستعمرة وشبه المستعمرة، حركة أحرزت تطورات هامة. ويطرح دخول مناطق مأهولة من العرق الأسود واستعمارها الواسع المشكلة الأخيرة الكبرى التي يتوقف عليها التطور المستقبلي للرأسمالية. إن الرأسمالية الفرنسية تتقبل بوضوح أن إمبرياليتها، بعد الحرب، لم تعد تستطع الحفاظ على نفسها إلا عبر خلق إمبراطورية فرنسية ـ أفريقية، متصلة بطريق البر عبر الصحراء. والمهووسون الرأسماليون في أميركا، الذين يستغلون 12 مليون زنجي لديهم يسعون جهدهم الآن لدخول أفريقيا بشكل سلمي. وتظهر الإجراءات القصوى المتخذة من أجل سحق إضراب الرّاند إلى أي حد ترتعب انجلترا من التهديد الذي برز على موقعها في أفريقيا. وكلما أصبح خطر حرب عالمية جديدة متهدداً على المحيط الهادئ تبعاً لتنافس الدول الإمبريالية، تبدو أفريقيا كموضوع لتنافسهم. وقد أيقظت الحرب، والثورة الروسية، والحركات الكبرى التي حركت القوميات الآسيوية والإسلامية ضد الإمبريالية، أكثر أيضاً، وعي ملايين الزنوج الذين يضطهدهم الرأسماليون، والذين تحولوا إلى وضع أدنى منذ قرون، ليس فقط في أفريقيا، بل ربما حتى بشكل أكبر في أميركا.

2 ـ لقد خصّ التاريخ زنوج أميركا بدور هام في انعتاق كل العرق الأفريقي. منذ 300 سنة اقتلع الزنوج الأميركيون من بلادهم الأصلية، أفريقيا، ونقلوا إلى أميركا حيث كانوا عرضة لمعاملات سيئة وبيعوا كعبيد. ومنذ 250 سنة، عملوا تحت سوط الملاك الأميركيين: هم الذين قطعوا الغابات، وبنوا الطرقات، وزرعوا أشجار القطن، ووضعوا لجاف(2) السكك الحديدية ودعموا أرستقراطية الجنوب. فكانت مكافأتهم البؤس، والإهمال، والمهانة. والزنجي لم يكن عبداً طيعاً، فلجأ إلى التمرد والانتفاضة والمكائد تحت الأرض من أجل استعادة حريته، غير أن هذه الانتفاضات قُمعت بشكل دموي؛ فرضوا عليه بالتعذيب أن يخضع؛ وقد التقت الصحافة والدين على تبرير عبوديته. وعندما أصبحت العبودية تنافس الإجارة وأصبحت عائقاً أمام تطور أميركا الرأسمالية، كان لابد أن تختفي. وحرب الانفصال التي خيضت، ليس من أجل عتق الزنوج، بل من أجل الحفاظ على التفوق الصناعي لرأسمالي الشمال جعلت الزنجي ملزماً بالاختيار بين العبودية في الجنوب أو الإجارة في الشمال. لقد ساهمت عضلات الزنجي «المُعتق»، ودمه ودموعه في تشييد الرأسمالية الأمريكية، وعندما أصبحت أميركا قوة عالمية، انجرت إلى الحرب العالمية، وأعلن الزنجي الأميركي مساوياً للأبيض لكي يَقتُل ويُقتَل من أجل الديمقراطية. وجند أربع مائة ألف عامل ملون في الجيش الأميركي، حيث شكلوا فرق الـ «Jim Crow». وما كاد يخرج الجنود الزنوج من أتون الحرب، ويعودون إلى البيت، حتى اضطهدوا، وعوقبوا دون محاكمة (Lynchés)
(3) واغتيلوا، وحرموا من كل حرية وشُهّر بهم. لقد قاتلوا، ولكن من أجل تأكيد شخصيتهم كان عليهم أن يدفعوا الثمن غالياً. جرى اضطهادهم أكثر حتى ما قبل الحرب من أجل تعليمهم أن «يبقوا في مكانهم». إن المشاركة الواسعة للزنوج في الصناعة بعد الحرب، وروح التمرد التي ولّدتها فيهم الفظائع التي كانوا ضحاياها، وضعت الزنوج في أميركا وخاصة في أميركا الشمالية في طليعة نضال أفريقيا ضد الاضطهاد.

3 ـ تنظر الأممية الشيوعية بفرح كبير إلى العمال الزنوج المستغلين يقاومون هجمات المستغلين، لأن عدو العرق الأسود هو أيضاً عدو الشغيلة البيض. وهذا العدو هو الرأسمالية، والامبريالية. إن النضال الأممي للعرق الأسود هو نضال ضد الرأسمالية والامبريالية. وعلى قاعدة هذا النضال ينبغي أن تنظم حركة الزنوج: في أميركا، باعتبارها مركزاً لثقافة الزنوج ومركزاً لتبلور احتجاج الزنوج، وفي أفريقيا، باعتبارها احتياطياً لليد العاملة من أجل تطور الرأسمالية؛ وفي أميركا الوسطى (كوستاريكا، غواتيمالا، كولومبيا، نيكاراغوا والجمهوريات «المستقلة» الأخرى حيث الامبريالية الأميركية مهيمنة)، وفي بورتو ـ ريكو، وهايتي، وسانتو دومينغو وفي جزر بحر الكاريبي الأخرى، حيث زادت المعاملة السيئة التي تكبدها الزنوج على يد المجتاحين الأميركيين من احتجاجات الزنوج الواعين والعمال البيض الثوريين. وفي أفريقيا الجنوبية والكونغو، أحدث التصنيع المتنامي للسكان الزنوج انتفاضات ذات أشكال مختلفة؛ وفي أفريقيا الشرقية؛ يدفع التدخل الحديث للرأسمال العالمي السكان المحليين إلى مقاومة الامبريالية بشكل نشط.

4 ـ ينبغي أن تشير الأممية الشيوعية للشعب الزنجي أنه ليس وحده من يعاني من اضطهاد الرأسمالية والامبريالية، وينبغي أن تُظهر له أن العمال والفلاحين في أوروبا وآسيا وأميركا هم أيضاً ضحايا الامبريالية، وأن النضال ضد الامبريالية ليس نضال شعب واحد، بل كل شعوب العالم؛ وفي الصين، وإيران، وتركيا ومصر والمغرب تقاتل الشعوب المستعمرة ببطولة ضد المستغلين الامبرياليين، وأن هذه الشعوب تنتفض ضد المساوئ نفسها التي تكبل الزنوج (اضطهاد عرقي، استغلال صناعي واسع، وتحريم)، وأن هذه الشعوب تطالب بالحقوق نفسها التي يطالب بها الزنوج ـ انعتاق ومساواة صناعية واجتماعية.
إن الأممية الشيوعية، التي تمثل العمال والفلاحين الثوريين في العالم أجمع في نضالهم من أجل التغلب على الامبريالية، الأممية الشيوعية التي ليست فقط منظمة العمال البيض في أوروبا وأميركا، بل أيضاً منظمة الشعوب الملونة المضطهدة في العالم أجمع، تعتبر أنه من واجبها تشجيع التنظيم الأممي للشعب الزنجي في نضاله ضد العدو المشترك ومساندته.

5 ـ إن مشكلة الزنوج قد أصبحت مشكلة حيوية للثورة العالمية. إن الأممية الشيوعية التي اعترفت بالمساندة الثمينة التي يمكن أن تقدمها للثورة البروليتارية الشعوب الآسيوية في البلدان شبه الرأسمالية، تعتبر التعاون مع رفاقنا السود المضطهدين أساسياً للثورة البروليتارية التي ستدمر القوة الرأسمالية. لهذا يعلن المؤتمر الرابع أنه ينبغي للشيوعيين كافة أن يطبقوا بشكل خاص على المشكلة الزنجية الـ «موضوعات حول مسألة المستعمرات».

6 ـ أ ـ يعترف المؤتمر الرابع بضرورة دعم كل شكل لحركة الزنوج يهدف إلى تخريب الرأسمالية الامبريالية وإضعافها، أو وقف تدخلها.

ب ـ تناضل الأممية الشيوعية من أجل تأمين المساواة العرقية للزنوج، المساواة السياسية والاجتماعية.

ج ـ سوف تستخدم الأممية الشيوعية كل الوسائل التي تملكها من أجل استدراج النقابات لقبول الشغيلة الزنوج في صفوفها، وحيث لدى هؤلاء الأخيرين الحق الاسمي بالانتساب إلى النقابات تقوم بدعاوة خاصة لجذبهم، وإذا لم تنجح، تنظم الزنوج في نقابات خاصة وتطبق بشكل خاص تكتيك الجبهة الواحدة من أجل إجبار النقابات على قبولهم داخلها.

د ـ تحضر الأممية الشيوعية فوراً لمؤتمر أو كونفرانس عام للزنوج في موسكو.

قرار حول أممية الشبيبة الشيوعية

أولاً ـ قرر المؤتمر العالمي الثاني لأممية الشبيبة الشيوعية، بالتوافق مع قرارات المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية، إخضاع منظمات الشبيبة الشيوعية للحزب الشيوعي من وجهة النظر السياسية. لقد قرر أيضاً إعادة تنظيم منظمات الشبيبة الشيوعية، التي لم تكن حتى الآن سوى منظمات طليعية منغلقة على نفسها وسياسية فقط، في منظمات جماهيرية كبرى للشبيبة العمالية التي تضع على نفسها مهمة تمثيل مصالح الشبيبة العمالية في جميع الميادين في أطر عمل الطبقة العاملة وتحت القيادة السياسية للأحزاب الشيوعية. مع ذلك ينبغي أن تبقى منظمات الشبيبة الشيوعية منظمات سياسية كما في السابق، كما يجب أن تبقى المشاركة في النضال السياسي قاعدة لتحركها.
إن النضال من أجل المطالب الاقتصادية اليومية للطبقة العاملة وضد النزعة العسكرية قد جرى اعتباره الآن الوسيلة المباشرة الأكثر أهمية لإيقاظ الجماهير الواسعة للشبيبة العمالية وكسبها. إن المهام الجديدة تفرض إعادة تنظيم لأشكال عمل المنظمات كما لنشاطها. إن إنجاز عمل منهجي للتكوين الشيوعي داخل المنظمة، وإنجاز عمل بين جماهير المراهقين غير المنتسبين إلى منظمة، قد جرى الاعتراف بأنه أمر لا غنى عنه.
إن تطبيق قرارات المؤتمر العالمي الثاني، الذي لا يمكن الوصول إليه إلا عبر عمل طويل ودائب قد اصطدم ببعض الصعوبات، بفعل أنه كان على العديد من منظمات الشبيبة الشيوعية أن تنجز هكذا مهام. إن الأزمة الاقتصادية (إفقار، وبطالة)، وهجمة الرجعية قد أجبرتا منظمات عديدة على أن تصبح غير شرعية مما خفض عدد أعضائها. لقد هبطت الروح الثورية لدى الطبقة العاملة بأكملها نتيجة الهبوط الظرفي للموجة الثورية. وكان لهذا الوضع انعكاسه على الشبيبة العمالية، التي تبدلت ذهنيتها خلال هذه الحقبة وأظهرت اهتماماً أقل بالسياسة. في الوقت نفسه، ضاعفت البرجوازية وكذلك الاشتراكية ـ الديمقراطية جهودهما من أجل التأثير على الشبيبة العمالية وتنظيمها.
لقد طبقت منظمات الشبيبة منذ مؤتمرها الثاني في كل مكان، مبدأ الخضوع للأحزاب الشيوعية؛ مع ذلك فإن العلاقات بين هذه الأخيرة ومنظمات الشبيبة لا تتم حتى الآن في اتجاه التطبيق الكامل لقرارات الأممية الشيوعية. وسبب ذلك، في الغالب، هو بشكل خاص، أن الأحزاب لا تقدم لمنظمات الشبيبة، بمقدار كاف، الدعم الضروري لتطور نشاطها.
خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية، اتُخذت إجراءات عملية من قبل أغلبية منظمات الشبيبة من أجل تغيير المنظمات في اتجاه قرارات المؤتمر العالمي الثاني، بحيث باتت الشروط الأولى لتحويل منظمات الشبيبة إلى منظمات جماهيرية قائمة. وبواسطة الدعاوة لصالح المطالب الاقتصادية للشبيبة العمالية، شقت منظمات الشبيبة، بالإضافة إلى ذلك، في عدد كبير من البلدان، طريقاً سيكون عليها أن تسلكها للاستمرار في التأثير على الجماهير الواسعة، وقامت بسلسلة كاملة من الحملات وكذلك النضالات الملموسة.
لم تتحول منظمات الشبيبة حتى الآن بعد كلياً إلى منظمات جماهيرية سواء من وجهة النظر العددية أو من وجهة نظر الارتباط العضوي بالجماهير، ارتباط ضروري للتمكن من التأثير بشكل ثابت على هذه الأخيرة وقيادتها، لذا فإن لديها إلا الآن مهمات هامة للإنجاز، من هذه الناحية.

ثانياً: لقد طالت هجمة رأس المال الشبيبة العمالية بقوة. ويطول انخفاض الأجور، والبطالة، واستغلال اليد العاملة، الشبيبة ليس فقط بالدرجة نفسها التي تطول بها الطبقة العاملة البالغة، لا بل تكتسي في الغالب بالنسبة لها أشكالاً أثر سوءاً. إن الشبيبة العمالية تُستخدم ضد الطبقة العاملة البالغة؛ فيجري استخدامها من أجل خفض الأجور، وكسر الإضرابات، وزيادة بطالة العمال البالغين. هذا الوضع الخطر بالنسبة للطبقة العاملة بأكملها يجري الحفاظ عليه ويعزز عبر الموقف الخياني للبيروقراطية النقابية الإصلاحية، التي تهمل مصالح الشبيبة العمالية وحتى تضحياتها أحياناً، وتبعد جماهير العمال المراهقين عن نضال الطبقة العاملة البالغة. وترفض هذه البيروقراطية في الغالب حتى دخول الشباب إلى النقابات. إن النمو غير المنقطع للنزعة العسكرية البرجوازية يزيد أيضاً من عذابات العمال الشباب والفلاحين، المضطهدين بشدة خلال إقامتهم في المعسكر الذي يعدهم لدور وقود المعركة في الحروب الامبريالية المستقبلية. إن الرجعية تمارس العنف خاصة ضد الشبيبة الأوروبية؛ وفي بعض الأماكن تمنع تشكيل منظمات شبيبة شيوعية، حتى حيث توجد أحزاب شيوعية.
لقد بقيت أمميتا الشبيبة الاشتراكيتان ـ الديمقراطيتان غير فاعلتين حتى الوقت الحاضر أمام بؤس الشبيبة العمالية؛ لقد شكلتا تكتلاً وحاولتا خنق إرادة العمال الشباب النضال مع البالغين ضد البرجوازية. ولا يرمي خلق هذا التكتيك فقط إلى إبعاد الجماهير المضطهدة من الشبيبة العمالية عن النضال وعن الجبهة الواحدة؛ لقد كان موجهاً بشكل خاص ضد الأممية الشيوعية؛ وكان لابد أن يؤدي خلال مهلة قصيرة إلى دمج أمميتي الشبيبة الاشتراكيتين ـ الديمقراطيتين.
تنادي الأممية الشيوعية بالضرورة المطلقة لإقامة جبهة واحدة بين الشبيبة العمالية والطبقة العاملة البالغة؛ وتحض الأحزاب الشيوعية وكل العمال في العالم أجمع على دعم مطالب الشبيبة العمالية بشكل نشط في النضال ضد هجمة رأس المال وضد النزعة العسكرية البرجوازية وضد الرجعية.
وتحيي بابتهاج النضال الذي تخوضه أممية الشبيبة الشيوعية من أجل مطالب حياتية، ومن أجل وحدة جبهة الشبيبة العمالية ومن أجل الجبهة الواحدة بين العمال المراهقين والبالغين، وتقدم لها دعمها الكامل. إن هجمات رأس المال التي تهدد بإغراق الشبيبة العمالية في البؤس الأكثر عمقاً وجعلها ضحية عاجزة للنزعة العسكرية وللرجعية، ينبغي أن تُكسر بمقاومة حديدية من قبل الطبقة العاملة بأكملها.

ثالثا: من أجل تطوير نشاطها وحل المشاكل التي تنشأ عن طريق كسب الجماهير وتثقيفها، تحتاج حركة الشبيبة الشيوعية لأن تفهمها الأحزاب الشيوعية وتدعمها بشكل نشط.
ينبغي أن يتم دعم مصالح حركة الشبيبة الشيوعية وقوتها السياسية بشكل فعال عبر التعاون الوثيق بين الحزب والشبيبة في جميع المجالات ومشاركة منظمات الشبيبة الدائمة في الحياة السياسية للأحزاب. هذا الدعم، وهذه المساعدة هما ضروريان للأحزاب الشيوعية في نضالها وفي عملها لتنفيذ قرارات الأممية الشيوعية. إنهما أيضاً قاعدة الحركة الحقيقة للشبيبة الشيوعية. ينبغي أن تساعد الأحزاب الشيوعية منظمات الشبيبة الشيوعية من وجهة النظر التنظيمية. وينبغي أن تعين عدداً معيناً من أعضائها، مختارين من بين الأكثر فتوة، للمعاونة في عمل الشبيبة الشيوعية وخلق منظمات شبيبة حيث يملك الحزب أصلاً منظماته الخاصة. ونظراً لأن منظمات الشبيبة الشيوعية لديها حالياً مهمة تركيز نشاطها على جماهير الشبيبة العمالية فينبغي أن تكثف الأحزاب الشيوعية خلق منظمات شبيبة شيوعية وعمل هذه المنظمات (أنوية وتكتلات) في المنشآت والنقابات. ينبغي أن يكون للأحزاب وللشبيبة تمثيل متبادل في جميع أجهزتهما المشابهة (أنوية، ومجموعات محلية، وقيادات منطقية، ولجان مركزية، ومؤتمرات، وتكتلات، إلخ..).
ينبغي أن تتخذ منظمات الشبيبة الشيوعية جذوراً لها بين جماهير الشبيبة العمالية عبر تكثيف دعاوتها الاقتصادية، وعبر الاهتمام دائماً وبشكل ملموس بحياة العمال الشباب وبالمسائل التي تهمهم، وعبر تمثيل مصالحهم دائماً، وعبر قيادة الشبيبة في النضال المشترك الذي ينبغي أن تدعمه مع الطبقة العاملة البالغة. لهذا ينبغي أن تدعم الأحزاب الشيوعية العمل الاقتصادي لمنظمات الشبيبة الشيوعية في الأنوية والفروع، في الورش وفي المدارس وخاصة في النقابات بشكل نشط، حيث هناك ضرورة لتحقيق التعاون الوثيق بين أعضاء منظمات الشبيبة الشيوعية والأحزاب الشيوعية. إن مهمة أعضاء الحزب في هذه المنظمات هي السهر خاصة على أن يدخل العمال المراهقون وقليلو المهارة في النقابات العمالية ويتمتعوا داخلها بحقوق الأعضاء الآخرين نفسها؛ وينبغي أن يشددوا على أن تكون اشتراكات الشباب متناسبة مع أجورهم، وعلى أن تؤخذ مطالبهم بالاعتبار في النضال النقابي ولدى توقيع العقود الجماعية، إلخ… وستدعم الأحزاب الشيوعية بالإضافة إلى ذلك العمل الاقتصادي النقابي لمنظمات الشبيبة الشيوعية عبر مساندتها لجميع حملات هذه الأخيرة بشكل نشط وعبر جعلها موضوع نضالها اليومي.
ونظراً لنمو خطر الحرب الإمبريالية ولتعزيز الرجعية، ينبغي أن تدعم الأحزاب الشيوعية النضال المضاد للنزعة العسكرية لمنظمات الشبيبة الشيوعية وتقوده، قدر الإمكان. ينبغي أن تكون منظمات الشبيبة الشيوعية المنظمات المقاتلة الأكثر حمية في الحزب من أجل الدفاع عن الطبقة العاملة ضد الرجعية.
إن العمل التثقيفي الشيوعي يكتسب أهمية كبرى بفعل إعادة تنظيم منظمات الشبيبة الشيوعية في منظمات جماهيرية كبيرة. وتصبح، في الواقع، التربية والتكوين الشيوعيان لمنظمات الشبيبة الشيوعية ضروريين بشكل خاص من أجل كسب الجماهير. ويفترض العمل التثقيفي للشبيبة الشيوعية منظمة خاصة ومستقلة وينبغي تحقيقها بشكل منظم. ينبغي أن يدعم الحزب هذا العمل عبر منح منظمات الشبيبة الشيوعية القوى الثقافية والمواد الضرورية بشكل وافر، وعبر مساعدتها في تنظيم مدارسها ومحاضراتها، وعبر حفظ أماكن للشباب في مدارس الحزب، وعبر نشر كتابات مخصصة للشبيبة في مدارس الحزب.
يعتبر المؤتمر أن هناك ضرورة لأن يدعم الحزب في صحافته، أكثر مما فعل حتى الآن، نضال منظمات الشبيبة الشيوعية؛ ولهذه الغاية ينبغي أن ينشر بشكل منتظم مجموعة أخبار وملاحق مخصصة بشكل خاص للشبيبة، وينبغي ألا تغيب عن ناظريه، في جميع أجهزته، شروط حياة العمال الشباب ونضالهم.
إن العالم البرجوازي، الذي يصطدم، في مساعيه، بوعي الطبقة العاملة البالغة، وبمقاومة الشبيبة العمالية الثورية، يسعى بشكل خاص لإفساد أولاد الطبقة العاملة ولانتزاعهم من التأثير البروليتاري. لذا فأن تنظيم وتطوير مجموعات الأولاد الشيوعيين يتخذان أهمية كبرى. وستكون هذه المجموعات، من وجهة النظر التنظيمية، خاضعة للشبيبة وتقودها هذه الأخيرة؛ ويدعم الحزب الشيوعي هذا العمل عبر تقديم الجهود وعبر المشاركة في قيادة مجموعات الأولاد. وينبغي أن يدعم الحزب صحافة الأولاد الشيوعيين التي شرعت بها أصلاً منظمات الشبيبة الشيوعية.
إن التعاون الوثيق بشكل مميز بين منظمات الشبيبة الشيوعية والأحزاب هو ضروري في البلدان التي أجبرت فيها الرجعية الحركة الشيوعية على أن تصبح غير شرعية.
يشير المؤتمر الرابع، إذ يظهر الأهمية الخاصة للعمل الشيوعي المتجه لكسب جماهير الشبيبة العمالية، إلى الأهمية الخاصة التي تكتسبها حالياً أممية الشبيبة الشيوعية، ويحيي في هذه الأخيرة المقاتل الأكثر حمية لقضية الأممية الشيوعية ويعتبر منظمات الشبيبة الشيوعية احتياطيّ المستقبل.

قرار حول العمل النسائي

يقر المؤتمر العالمي الرابع للأممية الشيوعية نشاط الأمانة النسائية العالمية في برلين. لقد عملت الأمانة النسائية على أن تنتسب النساء الشيوعيات، في جميع البلدان التي توجد فيها حركة ثورية، إلى فروع الأممية الشيوعية، وتثقف، وتجذب إلى أعمال الحزب ونضالاته. ونشرت الأمانة التحريض والدعاوة الشيوعية بين أوسع الجماهير النسائية وحركت هذه الأخيرة من أجل مصالح الجماهير الكادحة.
لقد نجحت الأمانة الشيوعية النسائية العالمية في ربط عمل النساء الشيوعيات المنظمات في مختلف البلدان بعمل الأحزاب الشيوعية والأممية الشيوعية وبنضالها. ونجحت، بالتوافق مع الأحزاب الشيوعية في مختلف البلدان، بتعميق العلاقات الأممية بين النساء الشيوعيات المنظمات في هذه الأحزاب وتوطيدها. وجرى كل عملها باتفاق كامل ومستمر مع اللجنة التنفيذية، تبعاً لتوجيهات المؤتمر العالمي لأممية النساء الشيوعيات في موسكو وقراراته.
ظهرت الهيئات الخاصة التي أسست وفقاً لهذه القرارات (الأمانة النسائية، والفروع النسائية، إلخ…). والأساليب الخاصة المستخدمة في عمل الأحزاب الشيوعية بين النساء، ليست فقط مفيدة، بل أيضاً ضرورية، من أجل إدخال الشعارات والأفكار الشيوعية بين الشرائح الدنيا للشغيلات.
كان يجب التحرك، في البلدان ذات النظام الرأسمالي، بالدرجة الأولى بين النساء البروليتاريات، وجعلهن يقررن الدفاع عن أنفسهن ضد استغلال الرأسماليين، والنضال من أجل تقويض البرجوازية وإقامة دكتاتورية البروليتاريا. وعلى العكس، يجب جذب العاملات والفلاحات في الدول السوفياتية إلى جميع مجالات الإنتاج والحياة الاجتماعية، وتنظيم الدولة البروليتارية، وتثقيفهن من أجل السماح لهن بالقيام بالواجبات التي تفرض نفسها عليهن. إن الدلالة العالمية لروسيا السوفياتية، أول دولة عمالية شكلتها الثورة العالمية، هي ذات أهمية كبرى للعمل الشيوعي بين الشغيلات في جميع فروع الأممية الشيوعية حيث ينبغي أن تستولي البروليتاريا على السلطة السياسية، هذا الاستيلاء الذي يشكل شرط التحول الشيوعي للمجتمع. ويُظهر أيضاً نشاط الأمانة النسائية من أجل الشرق، الذي حقق على أرض جديدة وخاصة عملاً فعالاً، إن الهيئات الخاصة ضرورية للعمل الشيوعي بين النساء.
ولسوء الحظ، ينبغي أن يسجل المؤتمر الرابع للأممية الشيوعية أن بعض الفروع لم تؤد واجبها أو أدته بشكل سطحي، وهو دعم العمل الشيوعي بين النساء بشكل منهجي. فلم تطبق حتى الآن قواعد تنظيم النشاء الشيوعيات في الحزب، ولم تخلق المنظمات الحزبية الضرورية للعمل بين النساء وإقامة صلة مع هذه الأخيرة.
ويفرض المؤتمر الرابع على فروعه أن تنجز بأقصى سرعة ما أهملته. ويطلب في الوقت نفسه من جميع فروع الأممية الشيوعية أن تولي انتباهاً خاصاً للعمل الشيوعي بين النساء. إن الجبهة الواحدة البروليتارية لا يمكن أن تتحقق إلا إذا شكلت النساء جزءاً منها. إن الارتباط الصلب بين الأحزاب الشيوعية والشغيلات يسمح لهؤلاء الأخيرات، أن يفتحن، في بعض لظروف، الطريق أمام الجبهة البروليتارية الواحدة في الحركات الجماهيرية الثورية.
ينبغي أن تجمع الأممية الشيوعية، دون تمييز، جميع قوى البروليتاريا والجماهير الكادحة، وتمنحها الوعي الثوري الضروري للنضال الذي سيلغي سيطرة البرجوازية.

قرار حول مسألة التثقيف

أولاً: العمل التثقيفي للأحزاب الشيوعية

إن تنظيم العمل التثقيفي الماركسي هو مهمة ضرورية لجميع الأحزاب الشيوعية. وهدف هذا العمل التثقيفي هو رفع المستوى الفكري لأعضاء الحزب وموظفيه وقدراتهم النضالية والتنظيمية. وبموازاة التثقيف الماركسي العام ينبغي أن يتلقى موظفو الحزب الثقافة الضرورية في حقل اختصاصهم.
إن العمل التثقيفي الشيوعي، الذي ينبغي أن يشكل جزءاً لا يتجزأ من نشاط الحزب، يجب أن يخضع لقيادته. وينبغي الوصول إلى هذا الهدف في البلدان حيث يكون تثقيف العمال بين أيدي منظمات خارج الحزب، بواسطة عمل منهجي للشيوعيين داخل هذه المنظمات.
ينبغي خلق فروع تثقيفية إلى جانب جميع اللجان المركزية، تكلف بقيادة النشاط التثقيفي في الحزب بأكمله. وينبغي إخضاع جميع أعضاء الحزب الشيوعي الذين يعملون في منظمات تثقيفية بروليتارية لا يوجهها الحزب (روابط التثقيف العمالي، جماعات عمالية، «ثقافة بروليتارية»، مدارس العمل، إلخ..). لإشراف الحزب.
وبغية القيام بالعمل التثقيفي الشيوعي، ينبغي أن تنشئ الأحزاب، في حدود وسائلها، مدارس حزبية مركزية ومحلية، ومحاضرات وكونفرنسات، وتضع بتصرف المجموعات أساتذة ومحاضرين، وتنظيم مكتبات، إلخ.
إن الأحزاب الشيوعية ملزمة بدعم العمل التثقيفي المستقل للشبيبة الشيوعية مادياً ومعنوياً. وينبغي أن تجذ هذه الأخيرة إلى جميع المؤسسات الحزبية. وينبغي أن يتم تثقيف الأطفال البروليتاريين بالتعاون مع الشبيبة الشيوعية. وينبغي أن تقدم التوجيهات لهذا العمل من قبل الفرع الذي يتم إنشاؤه داخل اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية.
وستكون مهمة هذا الفرع التثقيفي تعميق مسائل التثقيف الشيوعي، وقيادة كل العمل التثقيفي لمختلف أحزاب الأممية الشيوعية وتنسيق العمل في مؤسسات التثقيف البروليتارية خارج الحزب. انه يجمع التجارب الأممية ويعرف بها، ويغني أساليب العمل في مختلف البلدان، ويقوم بصياغة توجيهات وكراريس ومواد أخرى ضرورية للعمل التثقيفي وينشرها، ويبت جميع المشكلات الخاصة المتعلقة بالعمل التثقيفي في مختلف البلدان. وينبغي أن يدرس مشكلات السياسة المدرسة لمختلف الأحزاب وللأممية الشيوعية ويعدها.
وبهدف تعميق التثقيف الشيوعي والتكوين الشيوعي للعمل لأفضل الرفاق المنتمين إلى مختلف فروع الأممية الشيوعية، تنظم محاضرات أممية خاصة لدى المعهد الاشتراكي ومؤسسات أخرى مشابهة في روسيا السوفياتية.

ثانياً: التحريض

1) يلتزم جميع أعضاء الأممية الشيوعية بالقيام بالتحريض بين العمال خارج الحزب. وينبغي أن يخاض هذا التحريض في كل مكان يكون فيه عمال، وفي المشاغل، والنقابات والاجتماعات الشعبية، في الروابط العمالية والرياضية وتعاونيات المستأجرين وبيوت الشعب والمطاعم العمالية، والسكك الحديدية والقرى، إلخ… وكذلك في المساكن العمالية.

2) ينبغي أن يشدد التحريض دائماً على الحاجات الملموسة للعمال بهدف قيادة هؤلاء الأخيرين في طريق النضال الطبقي الثوري. ولا يجب وضع مطالب لا يستطيع العمال فهمها، بل دفعهم للنضال من أجل المطالب المشتركة للبروليتاريا، ضد النظام الرأسمالي في جميع المجالات.

3) ينبغي أن يشارك الشيوعيون في جميع النضالات العمالية ضد النظام الرأسمالي عبر المحاربة، بالدرجة الأولى، من أجل المصالح العامة للبروليتاريا وعبر إظهار المثال في كل مكان.

4) ينبغي أن تقدم كل الأجهزة المركزية للحزب لكل التجمعات المحلية توجيهات عملية حول العمل التحريضي المنتظم لكل أعضاء الحزب، كذلك حول العمل في مختلف الحملات (حملات انتخابية، حملات ضد غلاء المعيشة والضرائب، تحركات مجالس المصانع والعاطلين عن العمل) وفي جميع الأعمال التي يوجهها الحزب.

(يجب أن ترسل نسخة عن جميع التوجيهات إلى اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية).

5) ينبغي أن يطالب جميع أعضاء الحزب مجموعتهم بتوجيهات ملموسة حول وسيلة القيام بالتحريض. وعلى الأنوية الشيوعية بشكل خاص و«مجموعات العشرة»، إعطاء هكذا توجيهات والإشراف على تطبيقها. وحيث لا توجد هذه المجموعات، يجب تسمية مندوبين خاصين للتحريض.

6) ينبغي أن توضّح جميع المنظمات الحزبية، خلال الشتاء المقبل، بصدد جميع أعضاء الحزب:

أ ـ إذا كانوا يقومون بالتحريض بين العمال غير الحزبيين:

1 ـ بشكل منتظم أو غير منتظم أو؛

2 ـ بالمصادفة أو؛

3 ـ لا يقومون على الإطلاق؛

ب ـ إذا كانوا يقومون بأي عمل آخر للحزب:

1 ـ بشكل منتظم أو غير منتظم أو؛

2 ـ بالمصادفة أو؛

3 ـ لا يقومون به على الإطلاق؛

إن الشروحات الضرورية بصدد هذه الاستمارة يجب أم تُعطى لجميع المنظمات بواسطة اللجنة المركزية للحزب، بعد اتفاق مسبق مع اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية.
إن اللجان المنطقية والمجموعات المحلية مسؤولة عن تحقيق هذه الاستمارة. وينبغي أن ترسل النتائج بواسطة اللجنة المركزية إلى اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية.

ثالثاً: معرفة القرارات الأساسية للحزب وللأممية الشيوعية

1) ينبغي أن يعرف كل أعضاء الأمية الشيوعية القرارات الهامة ليس فقط لحزبهم، بل أيضاً للأممية الشيوعية.

2) ينبغي أن تحرص منظمات مختلف الأحزاب على أن يعرف كل أعضاء الحزب على الأقل برنامج حزبهم الخاص والشروط الأحد والعشرين للقبول في الأممية الشيوعية على الأقل، وكذلك قرارات الأممية الشيوعية المتعلقة بحزبهم. ويجري التحقق من معارف أعضاء الحزب.

3) ينبغي أن يعرف الموظفون المسؤولون، بصورة معممة، جميع القرارات التنظيمية والتكتيكية الهامة لمختلف المؤتمرات العالمية. وينبغي امتحانهم حول هذه النقطة. ويُنصح بهذا الامتحان (ولكنه ليس إلزامياً) لأعضاء الحزب الآخرين.

4) تلتزم اللجنة القيادية لكل فرع بإعطاء منظماتها توجيهات لتطبيق هذه القرارات وبتقديم تقرير حولها، في الربيع المقبل، إلى اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية.

_____________

– الإشراف العام على التدقيق والمراجعة والتصحيح والتنضيد الإلكتروني منيف ملحم
– مراجعة فيكتوريوس بيان شمس بالتعاون مع صفحة التراث الأممي الثوري
– نقله إلى العربية لينا عاصي
– راجع الترجمة ودقّقها كميل قيصر داغر

لمراجعة الفصل السابق يرجى الدخول من خلال الرابط أدناه:

(25) المؤتمرات العالمية الأربعة الأولى للأمميـــــــــــة الشيوعيــــــــــــــة

 

Check out our other content

Check out other tags:

Most Popular Articles