الجمعة ديسمبر 27, 2024
الجمعة, ديسمبر 27, 2024

(20) المؤتمرات العالمية الأربعة الأولى للأمميـــــــــــة الشيوعيــــــــــــــة

Uncategorized(20) المؤتمرات العالمية الأربعة الأولى للأمميـــــــــــة الشيوعيــــــــــــــة

حافظوا على انضباط المعركة

لا ينبغي أن تُعِدَّ الأحزاب الشيوعية في العالم أجمع والطبقة العاملة أنفسها لمرحلة تحريض وتنظيم، بل ينبغي أن تنتظر نضالات كبرى وتعدّ أنفسها لها، نضالات سيفرضها الرأسمال قريبا على البروليتاريا من أجل سحقها وتحميلها كل عبء سياسته. وينبغي أن تنشئ الأحزاب الشيوعية في هذا النضال انضباطا صارما وقاسيا. وينبغي أن تعالج اللجان المركزية لهذه الأحزاب كل توجيهات النضال ببرودة وتفكير، وتراقب حقل المعركة، وتركز اندفاعة الجماهير الكبرى بأقصى ما يمكن من التفكير، وينبغي أن تسبك خطتها للمعركة، وخطها التكتيكي، بكل روحية الحزب مع أخذ انتقادات الرفاق بالاعتبار. ولكن يجب أن يتبع كل الرفاق الخط الذي يضعه الحزب. وينبغي إخضاع كل كلمة وكل إجراء تنظيمي حزبي لهذا الهدف. ويجب أن تتبع الكتل البرلمانية وصحافة الحزب والمنظمات أمر قيادة الحزب دون تردد.
لقد انتهى الاستعراض العالمي لصفوف الطليعة الشيوعية وأظهر أن الشيوعيين قوة عالمية، وأنه على الأممية الشيوعية أن تشكل أيضا جيوشا بروليتارية كبيرة وتربّيها. وأظهر أن ثمة نضالات كبرى وشيكة الوقوع بالنسبة لهذه الجيوش. بشّر بالانتصار في هذه النضالات، وأظهر للبروليتاريا العالمية كيف ينبغي أن تعدّ لهذا النصر وتحرزه. وعلى الأحزاب الشيوعية في جميع البلدان أن تجعل من قرارات المؤتمر، التي أملتها تجارب البروليتاريا العالمية، بمثابة الضمير العام للشيوعيين في جميع البلدان، حتى يتمكن البروليتاريين الشيوعيون، رجالا ونساء، من التحرك في النضالات المقبلة كقادة لآلاف البروليتاريين غير الشيوعيين.

عاشت الأممية الشيوعية!
عاشت الثورة العالمية!
إلى العمل من أجل الإعداد لانتصارنا وتنظيمه!
اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية.

ألمانيا: هيكرت، فروليخ؛ فرنسا: سوفارين؛ تشيكوسلوفاكيا: بوريان، كريبيخ؛ إيطاليا: تيراسيني، جيناري؛ روسيا: زينوفييف، بوخارين، راديك، لينين، تروتسكي؛ أوكرانيا: شومسكي؛ بولونيا: وارسكي؛ بلغاريا: بوبوف؛ يوغوسلافيا: ماركوفيسك؛ النروج: شيفلو؛ انجلترا: بل؛ أميركا: بالدوين؛ اسبانيا: فيرينو، غراسيا؛ فنلندا: سيرولا؛ هولندا: جانسن؛ بلجيكا: فان أوفر- ستراتين؛ السويد: تشيلبوم؛ ليتونيا: ستوتشكا؛ سويسرا: ارنهولد؛ النمسا: كوريتشوفر؛ المجر: بيلاكون، اللجنة التنفيذية لأممية الشبيبة: مونزيبرغ، ليكاي.

موسكو، 17 تموز / يوليو 1921
——————————————————————————–

موضوعات للدعاوة بين النساء

مبادئ عامة

1- يؤيد المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية بالاتفاق مع الكونفرنس الثاني للنساء الشيوعيات رأي المؤتمرين الأول والثاني في ما يتعلق بضرورة أن تعزز الأحزاب الشيوعية في الغرب والشرق العمل بين البروليتاريا النسائية، وبشكل خاص التثقيف الشيوعي لأوسع جماهير العاملات اللواتي ينبغي أن ينخرطن في النضال من أجل السلطة السوفياتية أو تنظيم الجمهورية العمالية السوفياتية.
وتصبح مسألة دكتاتورية البروليتاريا بالنسبة للطبقة العاملة في العالم أجمع، وبالتالي بالنسبة للعاملات مسألة أولية.
الاقتصاد الرأسمالي في مأزق. القوى المنتجة لم يعد من الممكن أن تتطور في إطار النظام الرأسمالي. إن عجز البرجوازية عن إحياء الصناعة والبؤس المتنامي للجماهير الكادحة، وتطور المضاربة، وتفكك الإنتاج والبطالة، وعدم ثبات الأسعار، وغلاء المعيشة غير المتناسب مع الأجور، كل ذلك يتسبب في تصاعد الصراع الطبقي في جميع البلدان. في هذا الصراع ستكون القضية التي تنبغي معرفتها بشكل أساسي هي من يجب أن ينظم الإنتاج، حفنات من البرجوازيين والمستغلين على أسس الرأسمالية والملكية الخاصة، أو طبقة المنتجين الفعليين، على قاعدة الشيوعية.
يجب أن تمسك الطبقة الجديدة الصاعدة، طبقة المنتجين الفعليين، انسجاما مع قوانين التطور الاقتصادي، بجهاز الإنتاج وتخلق أشكالا اقتصادية جديدة. وبذلك فقط يمكن إعطاء القوى المنتجة أقصى تطورها، هذه القوى التي تمنعها فوضى الإنتاج الرأسمالي من إعطاء كل المردود القادرة على إعطائه.
طالما أن السلطة بين أيدي الطبقة البورجوازية، فان البروليتاريا عاجزة عن تجديد الإنتاج. إن أي إصلاح، أو إجراء، تقترحه الحكومات الديمقراطية أو الاشتراكية في البلدان البرجوازية لن يكون قادرا على انقاذ الوضع وتخفيف آلام العمال التي لا يمكن التغلب عليها، لأن هذه الآلام هي نتيجة طبيعية لانهيار النظام الاقتصادي الرأسمالي، وستبقى طالما أن السلطة بين أيدي البرجوازية. وحده الاستيلاء على السلطة من قبل البروليتاريا سيسمح للطبقة العاملة بامتلاك وسائل الإنتاج وبذلك تأمين إمكانية ترميم الاقتصاد ضمن مصلحتها الخاصة.
ومن أجل تعجيل ساعة لقاء البروليتاريا الحاسم مع العالم البرجوازي المشرف على الموت يجب أن تلتزم الطبقة العاملة بالتكتيك الحازم والعنيد الذي تنادي به الأممية الثالثة. وينبغي أن يكون تحقيق دكتاتورية البروليتاريا على جدول الأعمال. فذاك هو الهدف الذي يجب أن يحدد أساليب عمل البروليتاريا من الجنسين وخط سلوكها.
وانطلاقا من وجهة النظر القائلة بأن النضال من أجل دكتاتورية البروليتاريا هو على جدول أعمال البروليتاريا في جميع الدول الرأسمالية، وأن بناء الشيوعية هو المهمة الحالية في البلدان التي أصبحت فيها الدكتاتورية بين أيدي العمال، يعلن المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية أنه لن يتم إنجاز الاستيلاء على السلطة من قبل البروليتاريا، وتحقيق الشيوعية في البلدان التي أطيح فيها الاضطهاد البرجوازي، دون الدعم النشط من جمهور البروليتاريا وأنصاف البروليتاريا النسائية.
من جهة ثانية، يلفت المؤتمر مرة أخرى انتباه النساء إلى واقع أنه دون دعم الأحزاب الشيوعية فإن المبادرات الهادفة إلى تحرير المرأة، وإلى الاعتراف بمساواتها الشخصية الكاملة وانعتاقها الفعلي، لا يمكن أن تتحقق.

2 – تفرض مصلحة الطبقة العاملة في هذه اللحظة، وبقوة مميزة، دخول النساء في الصفوف المنظمة للبروليتاريا المقاتلة من أجل الشيوعية؛ إنها تفرض ذلك بالقدر الذي يصبح فيه الانهيار الاقتصادي العالمي أكثر فأكثر حدة ولا يحتمل بالنسبة لمجموع السكان الفقراء في المدن والأرياف، وبالقدر الذي تفرض فيه الثورة الاجتماعية نفسها بشكل حتمي أمام الطبقة العاملة في البلدان البرجوازية الرأسمالية، فيما تنطرح على الشعب الكادح في روسيا السوفياتية مهمة إعادة بناء الاقتصاد الوطني على أسس شيوعية جديدة. ويصبح تحقيق هاتين المهمتين أكثر سهولة إذا شاركت النساء فيهما بنشاط أكبر ووعي أكبر وطوعية أكبر.

3 – وفي كل مكان تبرز فيه مسألة الاستيلاء على السلطة مباشرة، على الأحزاب الشيوعية أن تحسن تقدير الخطر الكبير الذي تمثله في الثورة الجماهير البليدة للعاملات غير المنخرطات في حركة ربات البيوت والمستخدمات والفلاحات اللواتي لم يتخطين المفاهيم البرجوازية ومفاهيم الكنيسة والأفكار المسبقة، اللواتي لم يرتبطن بأي رابط بالحركة التحررية الكبرى، أي الشيوعية. وتشكل جماهير النساء غير المنخرطات في هذه الحركة في الشرق والغرب دون شك، سندا للبرجوازية وموضوعا لدعاوتها المعادية للثورة. ينبغي أن تشكل تجربة الثورة الهنغارية، التي لعب خلالها غياب الوعي لدى الجماهير النسائية دورا محزنا، إنذارا لبروليتاريا البلدان المتخلفة التي تدخل طريق الثورة الاشتراكية.
لقد أظهرت ممارسة الجمهورية السوفياتية عمليا كم هي أساسية مشاركة العاملة والفلاحة سواء بالدفاع عن الجمهورية خلال الحرب الأهلية أو في جميع مجالات التنظيم السوفياتي. إننا نعرف الآن أهمية الدور الذي لعبته العاملات والفلاحات في الجمهورية السوفياتية، في تنظيم الدفاع، في تعزيز الخطوط الخلفية، في النضال ضد الفرار وضد كل أشكال الثورة المضادة والتخريب، الخ.
ينجم عن كل ما أتينا على ذكره أن المهمة المباشرة للأحزاب الشيوعية هي: مد نفوذ الحزب والشيوعية إلى أوسع شرائح الجمهور النسائي في بلدانها، عبر جهاز خاص يعمل داخل الحزب ووسائل خاصة تسمح بالاقتراب بسهولة أكبر من النساء من أجل تجنيبهن تأثير المفاهيم البرجوازية وعمل الأحزاب الائتلافية، لجعلهن مناضلات حقيقيات من أجل الانعتاق الكامل للمرأة.

4 – إذ يفرض المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية على الأحزاب الشيوعية في الشرق والغرب المهمة المباشرة القائمة على تعزيز عمل الحزب بين البروليتاريا النسائية، يظهر المؤتمر للعاملات في العالم أجمع، في الوقت نفسه، أن انعتاقهم من الظلم العريق في القدم والعبودية وعدم المساواة لا يمكن أن يتحقق إلا عبر انتصار الشيوعية.
إن ما تمنحه الشيوعية للمرأة لا يمكن للحركة النسائية البرجوازية أن تمنحها إياه بأي حال من الأحوال. وطالما بقيت سيطرة رأس المال والملكية الخاصة، فإن انعتاق المرأة لن يكون ممكنا.
إن الحق الانتخابي لا يلغي السبب الأول في استعباد المرأة في العائلة والمجتمع ولا يعطيها الحل لمشكلة العلاقات بين الجنسين. إن المساواة غير الشكلية، إنما الحقيقية بالنسبة للمرأة، غير ممكنة إلا في ظل نظام تكون فيه المرأة من الطبقة العاملة سيدة أدوات الإنتاج والتوزيع، وتشارك في إدارتها وتحمل واجب العمل بالشروط نفسها التي يعمل بها كامل أعضاء المجتمع العامل؛ وبتعبير آخر، لا يمكن تحقيق هذه المساواة إلا بعد إطاحة النظام الرأسمالي واستبداله بالأشكال الاقتصادية الشيوعية.
وحدها الشيوعية، هي التي ستخلق وضعا لا تكون فيه الوظيفة الطبيعية للمرأة، الأمومة، في صراع مع الالتزامات الاجتماعية، ولا تعود تمنع عملها المنتج لصالح الجماعة. ولكن الشيوعية هي في الوقت نفسه الهدف النهائي لكل البروليتاريا. ونتيجة لذلك فإن نضال العامل والعاملة من أجل هذا الهدف المشترك يجب أن يخاض بشكل مشترك وبلا انفصال، في مصلحة كلا الاثنين.

5 – يؤيد المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية المبادئ الأساسية للماركسية الثورية التي لا يوجد تبعا لها أبدا مسائل «نسائية بشكل خاص»؛ وكل علاقة للعاملة مع النسوية (7) البرجوازية، كما أن كل دعم تقدمه لتكتيك أنصاف الإجراءات والخيانة الواضحة للاشتراكيين – الائتلافيين والانتهازيين، لا يمكن إلا أن يضعف قوى البروليتاريا، وبتأخيره للثورة الاجتماعية يمنع في الوقت نفسه تحقيق الشيوعية، أي انعتاق المرأة.
لا يمكن أن نبلغ الشيوعية إلاّ عبر وحدة النضال بين جميع المستغلين وليس عبر وحدة القوى النسائية من طبقتين متعارضتين.
يجب أن تدعم الجماهير البروليتارية النسائية لمصلحتها الخاصة التكتيك الثوري للحزب الشيوعي، وتشارك في التحركات الجماهيرية بالشكل الأكثر نشاطا والأكثر مباشرة، وفي الحرب الأهلية تحت كل الأشكال وبكل الصور، سواء في الإطار الوطني أو على المستوى العالمي.

6- يجب أن يتخذ نضال المرأة ضد اضطهادها المزدوج في المرحلة القادمة من تطوره، نضالها ضد الرأسمالية وضد التبعية العائلية والمنزلية، طابعا عالميا يتحول إلى نضال بروليتاري للجنسين من أجل الدكتاتورية والنظام السوفياتي تحت راية الأممية الثالثة.

7- بعد ثني العاملات في جميع البلدان عن أي نوع من التعاون والائتلاف مع النسويات (8) البرجوازيات، فإن المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية يحذرهن في الوقت نفسه من كل دعم يقدمنه للأممية الثانية أو للعناصر الانتهازية التي تتقارب معها لا يمكن إلاّ أن يسيء إساءة كبيرة لحركتهن. ينبغي أن تتذكر النساء دائما أن عبوديتهن تمتد جذورها داخل النظام البرجوازي. ولإنهاء هذه العبودية، ينبغي الانتقال إلى نظام اجتماعي جديد.
فبدعم الأمميتين 2 و 2,5 والمجموعات المشابهة، يجري شلّ تطور الثورة، ويُمنع نتيجة لذلك التحول الاجتماعي عبر إبعاد ساعة انعتاق المرأة.
كلما ابتعدت الجماهير النسائية بعزم وإلى الأبد عن الأممية 2 والأممية 2,5 كلما أصبح انتصار الثورة الاجتماعية مضمونا. وواجب النساء الشيوعيات هو إدانة كل الذين يخافون التكتيك الثوري للأممية الشيوعية، والسعي بحزم لإخراجهم من الصفوف المرصوصة للأممية الشيوعية.
وينبغي أن تتذكر النساء أيضا أن الأممية الثانية لم تحاول حتى خلق جهاز مخصص للنضال من أجل الانعتاق الكامل للمرأة. إن الاتحاد العالمي للنساء الاشتراكيات، بمقدار ما هو موجود، تم إنشاؤه خارج إطار الأممية الثانية، بمبادرة خاصة من العاملات.
لقد صاغت الأممية الثالثة، منذ مؤتمرها الأول عام 1919، موقفها من مسألة مشاركة النساء في النضال من أجل الدكتاتورية، وبمبادرتها ومشاركتها تمت الدعوة إلى الكونفرنس الأول للنساء وأسست في العام 1920 أمانة سر عالمية للدعاوة بين النساء مع تمثيل دائم للجنة التنفيذية للأممية الشيوعية. فواجب العاملات الواعيات في جميع البلدان هو أن يقطعن مع الأممية الثانية والأممية 2,5 وأن يدعمن بحزم السياسة الثورية للأممية الشيوعية.

8- إن الدعم الذي تقدمه العاملات والمستخدمات للأممية الشيوعية يجب أن يعبّرن عنه، في البداية، بدخولهن في الأحزاب الشيوعية في بلدانهن. وفي البلدان حيث لم ينته الصراع بين الأممية الثانية والأممية الثالثة، من واجب العاملات دعم الحزب أو التجمع الذي يتبع سياسة الأممية الشيوعية بكل قواهن، والنضال بلا رحمة ضد كل العناصر المترددة أو الخائنة علنا، دون أدنى اعتبار لأي سلطة. إن النساء البروليتاريات الواعيات إذ يناضلن من أجل انعتاقهن يجب ألاّ يبقين في حزب غير منتسب إلى الأممية الشيوعية.
كل خصم للأممية الثالثة هو عدو لتحرر المرأة.
ينبغي أن تصطف كل عاملة واعية تحت الراية الثورية للأممية الشيوعية. وكل تردد من جانب النساء البروليتاريات في القطع مع التجمعات الانتهازية أو السلطات المعترف بها يؤخر انتصارات البروليتاريا في حقل معركة الحرب الأهلية التي تتخذ طابع حرب أهلية عالمية.

أساليب العمل بين النساء

انطلاقا من المبادئ المشار إليها أعلاه يقرر المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية أن العمل بين البروليتاريا النسائية يجب أن تخوضه الأحزاب الشيوعية في كل البلدان على الأسس التالية:

1- اعتبار النساء عضوات متساويات الحقوق والواجبات مع جميع الأعضاء الآخرين في الحزب وفي كل المنظمات البروليتارية (نقابات، تعاونيات، مجالس قدامى العاملين في الصناعة، إلخ).

2- إدراك أهمية اشتراك النساء بشكل نشط في جميع فروع نضال البروليتاريا (بما فيه الدفاع العسكري)، وبناء أسس اجتماعية جديدة، وتنظيم الإنتاج، والعيش تبعاً للمبادئ الشيوعية.

3- الاعتراف بالأمومة كوظيفة اجتماعية، واتخاذ كل الإجراءات الضرورية للدفاع عن المرأة بصفتها أماً وتطبيق هذه الإجراءات.
إذ يعارض المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية بقوة كل نوع من أنواع التنظيم المنفصل للنساء داخل الحزب، والنقابات والتجمعات العمالية الأخرى، فإنه يعترف بضرورة استخدام أساليب عمل خاصة بين النساء ويرى من المفيد تشكيل أجهزة خاصة مكلفة بهذا العمل في كل الأحزاب الشيوعية.
وتوجه الحزب في ذلك الاعتبارات التالية:
أ- الاستعباد العائلي للمرأة ليس فقط في البلدان البرجوازية الرأسمالية، بل أيضا في البلدان حيث يوجد النظام السوفياتي، في المرحلة الانتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية.
ب- السلبية الكبرى والحالة السياسية المتخلفة للجماهير النسائية وهما شائبتان يمكن تفسيرهما بابتعاد المرأة لقرون عن الحياة الاجتماعية وبعبوديتها في العائلة.
جـ- الوظائف الخاصة المفروضة على المرأة من قبل الطبيعة نفسها، أي الأمومة والخصوصيات المتأتية منها بالنسبة للمرأة مع الحاجة لأكبر حماية ممكنة لقواها وصحتها في مصلحة المجتمع ككل.
يجب أن تكون أجهزة العمل هذه بين النساء فروعا ولجانا تعمل إلى جانب كل لجان الحزب بدءا باللجنة المركزية ووصولا إلى لجان الحي أو المنطقة. وهذا القرار إلزامي لكل الأحزاب المنتمية إلى الأممية الشيوعية.
يحدد المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية، كمهمات على الأحزاب الشيوعية أن تنجزها عبر فروع العمل بين النساء ما يلي:
أ- تربية الجماهير النسائية الواسعة بالذهنية الشيوعية وكسبها إلى صفوف الحزب.
ب- محاربة الأفكار المسبقة المتعلقة بالنساء بين جماهير البروليتاريا من الذكور وتعزيز فكرة وحدة المصالح بين البروليتاريين من الجنسين لدى العمال والعاملات.
جـ- تدعيم إرادة العاملة باستخدامها في الحرب الأهلية بجميع أشكالها ومظاهرها، وتنمية نشاطها عبر إشراكها في التحركات الجماهيرية، وفي النضال ضد الاستغلال الرأسمالي في البلدان البرجوازية (ضد غلاء المعيشة، وأزمة السكن والبطالة)، وفي تنظيم الاقتصاد الشيوعي والحياة بشكل عام في الجمهوريات السوفياتية.
د- وضع المسائل المتعلقة بمساواة المرأة والدفاع عنها كأم على جدول أعمال الحزب ومؤسساته التشريعية.
هـ- النضال بشكل منهجي ضد تأثير التقاليد، والعادات البرجوازية والدين، بغية تمهيد الطريق أمام علاقات أكثر صحية وتناغما بين الجنسين والتطهير الأخلاقي والجسدي للإنسانية العاملة.
ينبغي أن يجري كل عمل الفروع النسائية تحت القيادة المباشرة للجان الحزب وعلى مسؤوليتها.
ينبغي أن يوجد أيضا بين أعضاء اللجنة أو قيادة الفروع، قدر الإمكان، رفاق شيوعيون رجال.
وينبغي أن تحقق لجان العاملات وفروعهن كل الإجراءات والمهمات التي تقع على عاتقها بنفسها، وبشكل مستقل، ولكن في البلدان السوفياتية يجب أن يتم ذلك عبر الأجهزة الاقتصادية والسياسية الخاصة بذلك (فروع السوفيتات، والمفوضيات، واللجان والنقابات، إلخ) وفي البلدان الرأسمالية، بمساعدة الأجهزة المناظرة الخاصة بالبروليتاريا (نقابات، مجالس، إلخ).
في كل مكان تملك الأحزاب الشيوعية فيه وجودا شرعيا أو نصف شرعي، ينبغي أن تشكل جهازا غير شرعي للعمل بين النساء، ويجب أن يخضع هذا الجهاز للجهاز غير الشرعي في الحزب بمجمله ويتأقلم معه. وهنا كما في الجهاز الشرعي يجب أن تضم كل لجنة رفيقة مكلفة بالقيام بالدعاوة غير الشرعية بين النساء.
يجب أن تكون النقابات المهنية والإنتاجية، في المرحلة الحالية، الأرضية الرئيسية بالنسبة للأحزاب الشيوعية للعمل بين النساء، سواء في البلدان التي لم ينته فيها النضال من أجل إطاحة النير الرأسمالي أو في الجمهوريات العمالية السوفياتية.
ويجب أن يخاض النضال بين النساء تبعا للروحية التالية: وحدة في الخط السياسي وفي بنية الحزب، مبادرة حرة للجان والفروع في كل ما يسهم بتحرر النساء الكامل وبمساواتهن، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق كلية إلا بواسطة الحزب، بأكمله. ولا يتعلق الأمر بخلق اتجاه مواز، بل يتعلق بتكملة جهود الحزب عبر النشاط والمبادرة الخلاقين للمرأة.

العمل السياسي للحزب بين النساء
في البلدان ذات النظام السوفياتي

يقوم دور الفروع في الجمهوريات السوفياتية على تربية الجماهير النسائية بروحية الشيوعية وعلى تدريبها في صفوف الحزب الشيوعي؛ ويقوم أيضا على تطوير نشاط المرأة ومبادرتها عبر جذبها إلى عمل بناء الشيوعية وجعلها مدافعا صلبا عن الأممية الشيوعية.
ينبغي أن تشرك الفروع المرأة في جميع فروع التنظيم السوفياتي بكل الأشكال بدءا بالدفاع العسكري عن الجمهورية وانتهاء بالخطط الاقتصادية الأكثر تعقيدا.
يجب أن تسهر الفروع في الجمهورية السوفياتية على تطبيق قرارات المؤتمر الثالث للسوفيتات المتعلقة بمشاركة العاملات والفلاحات في تنظيم الاقتصاد الوطني وبنائه، كما في كل الأجهزة القيادية، والإدارية، التي تشرف على الإنتاج وتنظيمه.
ويجب أن تتعاون الفروع عبر ممثليها والأجهزة الحزبية في صياغة قوانين جديدة وتغيير القوانين التي ينبغي تغييرها من أجل الانعتاق الفعلي للمرأة. وينبغي أن تقوم الفروع بمبادرة خاصة من أجل تطوير التشريع الذي يحمي عمل المرأة والقاصرين.
ويجب أن تدفع الفروع أكبر عدد ممكن من العاملات والفلاحات في الأرياف لانتخاب السوفيتات، وأن تسهر على أن يتم انتخاب عاملات وفلاحات أيضا كعضوات في السوفيتات واللجان التنفيذية.
ويجب أن تساعد الفروع في إنجاح كل الحملات السياسية والاقتصادية التي يخوضها الحزب.
ودور الفروع أيضا أن تسهر على تحسين العمل النسائي وتخصيصه عبر نشر التعليم المهني وتسهيل دخول العاملات والفلاحات في المؤسسات الملائمة.
يجب أن تسهر الفروع على دخول العاملات في لجان من أجل حماية العمل الجاري في المنشآت وتعزيز نشاط لجان الدعم وحماية الأمومة والطفولة.
وتسهّل الفروع تطور شبكة المؤسسات العامة بأكملها، مثل دور الأيتام والمغاسل وورش التصليح ومؤسسات المعيشة القائمة، على أسس شيوعية جديدة، وتزيح عن كاهل النساء عبء الحقبة الانتقالية وتؤمن استقلالهن المادي وتجعل من العبدة المنزلية والعائلية المعاونة الحرة لخالق أشكال الحياة الجديدة.
ينبغي أن تسهل الفروع تربية النساء في النقابات بالروحية الشيوعية عبر منظمات عمل بين النساء مشكلة من الفروع الشيوعية في النقابات.
وتسهر الفروع على المشاركة المنتظمة للعاملات في اجتماعات مندوبات المصانع والمشاغل.
وتوزع الفروع بشكل منظم مندوبات الحزب كمتدربات في مختلف فروع العمل: سوفيتات، اقتصاد وطني، نقابات.

في البلدان الرأسمالية

تتحدد المهمات المباشرة للجان العمل بين النساء تبعا للشروط الموضوعية. هناك من جهة انهيار الاقتصاد العالمي، وتفاقم البطالة المذهل، اللذان من نتائجهما الخاصة انخفاض الطلب على اليد العاملة النسائية، وازدياد البغاء، وغلاء المعيشة، وأزمة السكن والتهديد بحروب إمبريالية جديدة. ومن جهة ثانية اضطرابات اقتصادية متواصلة في كل البلدان، ومحاولات متجددة للانتفاضة المسلحة البروليتارية وجو يختنق أكثر فأكثر بالحرب الأهلية التي تمتد إلى العالم أجمع، كل ذلك وكمقدمة لثورة اجتماعية عالمية لا مفر منها.
ينبغي أن تضع اللجان النسائية مهمات المعركة البروليتارية في الصدارة، وأن تقود نضالات من أجل مطالب الحزب الشيوعي، وتشرك المرأة في كل التظاهرات الثورية للشيوعيين ضد البرجوازية والاشتراكيين الائتلافيين.
وتسهر اللجان ليس فقط على أن يتم قبول النساء كعضوات يملكن حقوق الرجال وواجباتهم ذاتها في الحزب، والنقابات، والمنظمات العمالية الأخرى للصراع الطبقي، وذلك بنضالها ضد كل فصل للعاملة وكل تمييز لها، بل أيضا على أن يتم انتخاب العاملات بشكل متساو في كل الأجهزة القيادية للنقابات والتعاونيات.
وتساعد اللجان أوسع جماهير البروليتاريا النسائية والفلاحات في ممارسة حقوقهن الانتخابية في الانتخابات البرلمانية والانتخابات الأخرى لصالح الحزب الشيوعي، في الوقت نفسه الذي تبادر فيه إلى إبراز ما تنطوي عليه هذه الحقوق من قيمة ضئيلة سواء من أجل إضعاف الاستغلال الرأسمالي أو من أجل انعتاق المرأة، وفي حين تقوم بوضع النظام السوفياتي بمواجهة البرلمانية.
ويجب أن تسهر اللجان على المشاركة النشطة والواعية للعاملات، والمستخدمات، والفلاحات في انتخاب مندوبين عمال للسوفيتات الثورية، الاقتصادية، والسياسية، وتسعى لتنمية النشاط السياسي لدى ربات البيوت ونشر فكرة السوفيتات بين الفلاحات بشكل خاص.
وتكرس اللجان أكبر اهتمام لتطبيق مبدأ أجر متساو لعمل متساو.
ويجب أن تجر اللجان العاملات إلى هذه الحملة عبر دروس مجانية ومتوفرة للجميع ومن طبيعة تبرز قيمة المرأة.
ويجب أن تسهر اللجان على أن تتعاون النساء مع كل المؤسسات التشريعية والبلدية من أجل المناداة بالسياسة الثورية للحزب داخل هذه الأجهزة.
ولكن إذ تشارك النساء الشيوعيات في هذه المؤسسات التشريعية والبلدية وفي أجهزة أخرى للدولة البورجوازية ينبغي أن تتبع بشكل صارم مبادئ الحزب وتكتيكه. وينبغي أن تهتم ليس بالحصول على إصلاحات في ظل النظام الرأسمالي بل بالعمل على تحويل كل مطالب النساء الكادحات إلى شعارات تنمّي نشاط الجماهير وتقود هذه المطالب في طريق النضال الثوري ودكتاتورية البروليتاريا.
ينبغي أن تبقى اللجان على اتصال وثيق في البرلمانات والبلديات مع الفروع الشيوعية وتتداول بصدد كل المشاريع المتعلقة بالنساء بشكل مشترك. وينبغي أن تشرح اللجان للنساء الطابع المتخلف وغير الاقتصادي لنظام تدبير المنازل المعزول ومساوئ التربية البرجوازية للأطفال، بجمع القوى العمالية حول مسألة التحسين الفعلي لمعيشة الطبقة العاملة، وهي مسائل يطرحها الحزب.
ينبغي أن تشجع اللجان انخراط العاملات، وأعضاء النقابات في الحزب الشيوعي. وينبغي أن تجند الفروع الشيوعية في هذه الأخيرة بهذا القصد منظمين من أجل العمل بين النساء الناشطات تحت قيادة الحزب والفروع المحلية.
وينبغي أن توجه لجان التحريض دعاوتها بين النساء على الشكل الذي يضمن نشر النساء البروليتاريات فكرة الشيوعية في التعاونيات. وبالدخول إلى قيادة هذه التعاونيات يتوصلن إلى التأثير عليها وكسبها نظرا لأن هذه المنظمات تملك أهمية كبرى كأجهزة توزيع خلال الثورة وبعدها. ينبغي أن يميل كل عمل اللجان نحو هدف واحد: تطور النشاط الثوري للجماهير بغية تسريع الثورة الاجتماعية.

في البلدان المتخلفة اقتصاديا (الشرق)

ينبغي أن يحوز الحزب الشيوعي، بالتوافق مع الفروع في البلدان ضعيفة التطور الصناعي، الاعتراف بتساوي حقوق المرأة وواجباتها في الحزب، وفي النقابات ومنظمات الطبقة العاملة الأخرى.
ينبغي أن تناضل الفروع واللجان ضد الأفكار المسبقة والعادات والتقاليد الدينية التي ترمي بثقلها على المرأة، وأن تقوم بدعاوة بين الرجال أيضا.
وتبحث الفروع عن دعم لعملها، قبل كل شيء، بين جمهور العاملات المستغلات في المنزل (الصناعة الصغيرة)، وشغيلات زراعة الأرز والقطن وغيرهما، بتشجيع تشكيل مشاغل تعاونية، وتعاونيات صناعة صغيرة حيث يكون ذلك ممكنا (وبالدرجة الأولى بين شعوب الشرق التي تعيش على تخوم روسيا السوفياتية)، وهكذا تسهيل دخول عاملات الزراعة في النقابات.
إن ارتفاع المستوى العام لثقافة الجمهور هو أحد أفضل وسائل النضال ضد الروتين والأفكار المسبقة الدينية المنتشرة في البلد. ينبغي أن تشجع اللجان إذا على تطوير مدارس الكبار والأطفال وتسهل دخول النساء إليها. وينبغي أن تخوض اللجان في البلدان البرجوازية تحريضا مباشرا ضد التأثير البرجوازي في المدارس.
وحيث يمكن القيام بدعاوة في المنزل، يجب أن تقوم الفروع واللجان بذلك، وينبغي أن تنظم نوادي للعاملات وتجتذبهن إليها، وبشكل عام العناصر النسائية الأكثر تأخرا. ويجب أن تكون هذه دور ثقافة وتعليم ومنظمات نموذجية تظهر ما يمكن أن تفعله المرأة من أجل انعتاقها الخاص واستقلالها (تنظيم حضانات وحدائق أطفال، ومدارس ابتدائية، ومدارس للبالغين إلخ).
أمّا لدى الشعوب التي تعيش حياة بدوية، فينبغي تنظيم نواد متنقلة.
وينبغي أن تساهم الفروع، بالاتفاق مع الأحزاب في البلدان ذات النظام السوفياتي، في تسهيل الانتقال من الشكل الاقتصادي الرأسمالي إلى شكل الإنتاج الشيوعي، بوضع العاملة أمام هذه الحقيقة البديهية، وهي أن الاقتصاد المنزلي والعائلة، كما كانا حتى اليوم، لا يمكن إلاّ أن يستعبداها، في حين أن العمل الجماعي يحررها.
وبين الشعوب الشرقية التي تعيش في روسيا السوفياتية، ينبغي أن تسهر الفروع على تطبيق التشريع السوفياتي الذي يساوي المرأة بالرجل لناحية حقوقها، ويدافع عن مصالحها. وينبغي أن تسهل الفروع، ضمن هذا الهدف، دخول النساء إلى وظائف المحلفين في المحاكم الشعبية.
ينبغي أن تشرك الفروع النساء أيضا في انتخابات السوفيتات، وتسهر على دخول العاملات والفلاحات في السوفيتات واللجان التنفيذية. ينبغي أن يخاض العمل بين البروليتاريا النسائية في الشرق على أساس برنامج الصراع الطبقي. وإذ تظهر الفروع عجز النسويات féministes عن إيجاد حل لمختلف قضايا انعتاق المرأة، فإنها ستستخدم كل القوى الفكرية النسائية (مثلا المعلمات) من أجل نشر التعليم في بلدان الشرق السوفياتية. وإذ تتفادى التهجمات الفظة وغير الفطنة على المعتقدات الدينية والتقاليد الوطنية، ينبغي أن تناضل الفروع واللجان العاملة بين نساء الشرق بوضوح ضد نفوذ القومية والدين في الأذهان.
وينبغي أن ترتكز كل منظمة للعاملات في الشرق كما في الغرب ليس على الدفاع عن المصالح الوطنية بل على خطة توحيد البروليتاريا العالمية من الجنسين في المهام الطبقية المشتركة.
بما أن مسألة العمل بين نساء الشرق ستتخذ أهمية كبرى وستمثل في الوقت نفسه مشكلة جديدة للأحزاب الشيوعية، يجب أن يجري تفصيلها عبر تعميم خاص حول أساليب العمل بين النساء في الشرق، المتلائمة مع ظروف البلدان الشرقية. وسوف يضاف التعميم إلى الموضوعات.

أساليب التحريض والدعاوة

من أجل إنجاز الرسالة الأساسية للفروع، أي التربية الشيوعية لأوسع الجماهير النسائية البروليتارية، وتعزيز كوادر أبطال الشيوعية، هناك ضرورة لأن تستوعب كل الأحزاب الشيوعية في الشرق والغرب المبدأ الأساسي للعمل بين النساء، وهو التالي: «تحريض ودعاوة مستندان إلى الواقع».
تحريض مستند إلى الواقع يعني قبل كل شيء العمل من أجل تنمية المبادرة لدى العاملة، وتحطيم افتقادها للثقة بقواها الخاصة لجعلها تنخرط في العمل العملي في مجال التنظيم والنضال، ولتعليمها عبر الواقع أن كل انتصار للحزب الشيوعي، وكل عمل ضد الاستغلال الرأسمالي هو تطور يُحسّن وضع المرأة. «من الممارسة إلى العمل، إلى الاعتراف بمثال الشيوعية الأعلى وبمبادئها النظرية»، هذا هو الأسلوب الذي ينبغي أن تتقرب به الأحزاب الشيوعية وفروعها النسائية من العاملات.
وينبغي أن تعتمد الفروع النسائية، كي تكون فعلا أجهزة عمل وليس فقط أجهزة دعاوة شفوية، على الأنوية الشيوعية في المنشآت والمشاغل وأن تكلف في كل نواة منظما خاصا بالعمل بين النساء في المنشأة أو المشغل.
وينبغي أن تدخل الفروع بعلاقات مع النقابات عبر ممثليها أو منظميها المعينين من قبل الفرع الشيوعي في النقابة والذين يقومون بعملهم تحت قيادة الفروع.
وتقوم الدعاوة للفكر الشيوعي المستندة إلى الواقع، في روسيا السوفياتية، على إدخال العاملة، والفلاحة، وربة المنزل، والمستخدمة إلى جميع المنظمات السوفياتية بدءا بالجيش والميليشيا وانتهاء بكل المؤسسات الهادفة إلى تحرير المرأة: التغذية العامة، التعليم الاجتماعي، وحماية الأمومة، إلخ. إن المهمة التي تتخذ أهمية خاصة هي إعادة بناء الاقتصاد بكل أشكاله، هذه المهمة التي يجب أن تنخرط بها العاملة.
إن الدعاوة المستندة إلى الواقع في البلدان الرأسمالية تتجه قبل كل شيء إلى جعل العاملة تنخرط في الإضرابات وفي التظاهرات والانتفاضة بكل أشكالها، التي تنُشّط الإرادة والوعي الثوريين وترفع منهما، في كل أشكال العمل السياسي، في العمل غير الشرعي (خاصة في مصالح الارتباط)، وفي تنظيم أيام السبت والآحاد الشيوعية التي تتعلم خلالها العاملات النصيرات والمستخدمات أن يكنَّ مفيدات للحزب عبر العمل التطوعي.
إن مبدأ مشاركة النساء في كل الحملات السياسية والاقتصادية والأخلاقية التي يخوضها الحزب الشيوعي، يخدم أيضا هدف الدعاوة المستندة إلى الواقع. وإن أجهزة الدعاوة بين النساء لدى الأحزاب الشيوعية ينبغي أن تمد نشاطها باتجاه فئات متزايدة من النساء المستغلات والمكبلات اجتماعيا في البلدان الرأسمالية. أمّا النساء في الدول السوفياتية، فينبغي أن تحرّر أذهانهن المكبلة بالخرافات وببقايا النظام الاجتماعي القديم، ويجب أن ترتبط بكل الحاجات والآلام، والمصالح والمطالب التي تعي بواسطتها النساء أنه يجب سحق الرأسمالية باعتبارها عدوتهن اللدود وأن الطرق ينبغي أن تكون ممهدة أمام الشيوعية، محرّرتهن.
وينبغي أن تقوم الفروع بتحريضها ودعاوتها بشكل منهجي شفهيا، وبتنظيم اجتماعات في المشاغل واجتماعات عامة سواء بالنسبة للعاملات والمستخدمات في مختلف فروع الصناعة، أو بالنسبة لربات البيوت والعاملات في كل الفروع تبعا للأحياء أو دوائر المدينة، إلخ.
وينبغي أن تسهر الفروع على أن تنتخب الفروع الشيوعية في النقابات، والتجمعات العمالية والتعاونيات منظميها ومحرضيها الخاصين للقيام بعمل شيوعي بين الجماهير النسائية للنقابات، والتعاونيات والتجمعات. وينبغي أن تسهر الفروع في الدول السوفياتية على أن تكون العاملات منتخبات إلى مجالس الصناعة وكل الأجهزة المكلفة بالإدارة والإشراف، وإدارة الإنتاج. باختصار، يجب أن تكون العاملات منتخبات في جميع المنظمات التي تخدم الجماهير المستغلة والمضطهدة في البلدان الرأسمالية، في نضالها من أجل الاستيلاء على السلطة السياسية، أو تخدم في الدفاع عن دكتاتورية البروليتاريا وتحقيق الشيوعية في الدول السوفياتية.
وينبغي أن تنتدب الفروع نساء شيوعيات ذوات تجربة إلى المصانع، ليعملن كعاملات أو مستخدمات حيث يعمل عدد كبير من النساء، كما يجري الآن في روسيا السوفياتية؛ ويجب وضع تلك الرفيقات أيضا في الأقسام والمراكز البروليتاريا الكبرى.
وباتباع نموذج الحزب الشيوعي في روسيا السوفياتية، الذي ينظم اجتماعات للمندوبين وكونفرنسات للمندوبات غير الحزبيات تحقق دائما نجاحات كبرى، ينبغي أن تنظم الفروع النسائية في البلدان الرأسمالية اجتماعات عامة للعاملات والشغيلات على اختلافهن، فلاحات، ربات بيوت؛ وتهتم هذه الاجتماعات بحاجات النساء الكادحات ومطالبهن، وينبغي أن تنتخب لجانا لهذا الغرض، وأن تتعمق في المسائل المطروحة عبر اتصال دائم مع مفوضيها والفروع النسائية في الحزب. وينبغي أن ترسل الفروع خطبائها للاشتراك في النقاشات في اجتماعات الأحزاب المعادية للشيوعية.
ينبغي أن تستكمل الدعاوة والتحريض عبر الاجتماعات ومؤسسات أخرى مشابهة بتحريض منهجي ومستمر ومتواصل في المنازل، ويجب أن تزور كل شيوعية مكلفة بهذه المهمة عشر نساء على الأقل في منازلهن، ولكن ينبغي أن تقوم بذلك بشكل منتظم مرة على الأقل في الأسبوع وعند كل تحرك مهم للأحزاب الشيوعية والجماهير البروليتارية.
وينبغي أن تخلق الفروع أدبا سهلا ملائما وتنشره؛ كراريس، وأوراق طائرة من شأنها أن تحث القوى النسائية وتُجمّعها.
وينبغي أن تسهر الفروع على أن تستخدم النساء الشيوعيات، بالشكل الأكثر نشاطا، كل المؤسسات ووسائل التثقيف الحزبية. ومن أجل تعميق الوعي لدى الشيوعيات اللواتي لا زلن متأخرات وتنشيط الإرادة لديهن؛ ينبغي أن تدعو الفروع إلى دروس ونقاشات حزبية. أمّا بصدد الدروس الخاصة، وسهرات القراءة والنقاش للعاملات فقط، فيمكن أن تنظم فقط بشكل استثنائي.
ومن أجل تنمية الروح الرفاقية بين العاملات والعمال، من المستحب عدم إنشاء مدارس ودروس خاصة للنساء الشيوعيات، ينبغي أن يكون في كل مدرسة حزبية درس حول أساليب العمل بين النساء. ويحق للفروع أن تنتدب عددا من ممثلاتها إلى الدروس الحزبية العامة.

بنية الفروع

تنظم لجان للعمل بين النساء لدى اللجان المنطقية ولجان الأقضية وأخيرا لدى اللجنة المركزية للحزب.
يقرر كل بلد بنفسه أعضاء الفرع. كما تعطى للأحزاب في مختلف البلدان حرية تحديد عدد أعضاء الفرع، الذين يدفع لهم الحزب، تبعا للظروف.
وينبغي أن تكون مديرة الفرع في الوقت نفسه عضوا في اللجنة المحلية للحزب. وعندما لا يتحقق هذا الجمع يجب أن تحضر كل جلسات اللجنة مع حق التصويت على المسائل المتعلقة بالفرع النسائي، وبصوت استشاري حول كل المسائل الأخرى.
بالإضافة إلى المهام العامة المذكورة أدناه، والتي تقع على عاتق الفروع واللجان المحلية، فستكون مكلفة بالوظائف التالية: الحفاظ على الصلة بين مختلف فروع المنطقة والفرع المركزي، اجتماعات إعلامية حول نشاط الفروع ولجان المنطقة، تبادل المعلومات بين مختلف الفروع، تزويد المنطقة أو المقاطعة بالأدبيات؛ توزيع القوى التحريضية، تعبئة قوى الحزب للعمل بين النساء، الدعوة إلى كونفرنسات منطقية للنساء الشيوعيات ولممثلات الفروع بمعدل واحدة أو اثنتين عن كل فرع، مرتين كل عام على الأقل، وأخيرا تنظيم كونفرنس للعاملات والفلاحات غير الحزبيات.تتشكل الفروع المنطقية (للأقاليم) من خمس إلى سبع عضوات وتجري تسمية عضوات المكتب من قبل اللجنة المقابلة في الحزب بناء على ترشيح مديرة الفرع؛ ويتم انتخاب هذه الأخيرة وكذلك العضوات الأخريات من قبل لجنة القضاء أو الإقليم إلى الكونفرنس المقابل في الحزب.
تُنتخب عضوات الفروع أو اللجان إلى الكونفرنس العام للمدينة، أو للقضاء أو للإقليم، أو تجري تسميتهن من قبل الفروع المقابلة بالتوافق مع لجنة الحزب. وتتألف اللجنة المركزية للعمل بين النساء من عضوين إلى خمس عضوات احداهن على الأقل تقبض من الحزب.
بالإضافة إلى كل وظائف الفروع المنطقية المذكورة أعلاه، لدى اللجنة المركزية أيضا المهام التالية: إعطاء توجيهات للمحلات ولمناضلاتها، الإشراف على عمل الفروع، وتوزيع القوى التي تقوم بالعمل بين النساء بالاتفاق مع الأجهزة المقابلة في الحزب، الإشراف على ظروف العمل النسائي وتطوره على قاعدة التحولات القانونية أو الاقتصادية الضرورية في وضع المرأة بواسطة ممثليها أو المسؤولين، مشاركة الممثلين والمسؤولين في اللجان الخاصة التي تدرس تحسين الوضع المعيشي للطبقة العاملة، وحماية العمل، والطفولة، إلخ. نشر «ورقة» مركزية وتحرير الصحف الدورية للعاملات، دعوة لممثلات عن كل الفروع المنطقية مرة على الأقل في السنة، وتنظيم رحلات دعاوية عبر كل البلد، إرسال موجهين حول العمل الحزبي وفي كل حملاته السياسية والاقتصادية، وارتباط دائم مع الأمانة العالمية للنساء الشيوعيات واحتفال سنوي بيوم العاملة العالمي.
إذا لم تكن مديرة الفرع النسائي لدى اللجنة المركزية عضوا في هذه اللجنة، يحق لها حضور كل الجلسات مع حق التصويت على المسائل المتعلقة بالفرع، وصوت استشاري حول كل المسائل الأخرى، وتجري تسميتها إمّا من قبل اللجنة المركزية للحزب أو تنتخب من قبل المؤتمر العام لهذا الأخير. إن قرارات كل اللجان وحل هذه اللجان يجب أن تخضع للجنة الخاصة في الحزب.

العمل على الصعيد العالمي

تقع على عاتق الأمانة العالمية النسائية لدى الأممية الشيوعية قيادة عمل الأحزاب الشيوعية في كل البلدان، وتجميع القوى العمالية، وحل المهام التي تفرضها الأممية الشيوعية، وتدريب النساء من كل البلدان وكل الشعوب على النضال الثوري من أجل سلطة السوفيتات ودكتاتورية الطبقة العاملة على الصعيد العالمي.
تحدد اللجنة المركزية للحزب عدد عضوات اللجنة المركزية وعدد العضوات ذوات الصوت الاستشاري.

_____________

– الإشراف العام على التدقيق والمراجعة والتصحيح والتنضيد الإلكتروني منيف ملحم
– مراجعة فيكتوريوس بيان شمس بالتعاون مع صفحة التراث الأممي الثوري
– نقله إلى العربية لينا عاصي
– راجع الترجمة ودقّقها كميل قيصر داغر

لمراجعة الفصل السابق يرجى الدخول من خلال الرابط أدناه:
(19) المؤتمرات العالمية الأربعة الأولى للأمميـــــــــــة الشيوعيــــــــــــــة

 

Check out our other content

Check out other tags:

Most Popular Articles