الأحد ديسمبر 22, 2024
الأحد, ديسمبر 22, 2024

(19) المؤتمرات العالمية الأربعة الأولى للأمميـــــــــــة الشيوعيــــــــــــــة

النظرية الماركسية(19) المؤتمرات العالمية الأربعة الأولى للأمميـــــــــــة الشيوعيــــــــــــــة

موضوعات حول عمل الشيوعيين في التعاونيات

1) ينبغي أن تحدد التعاونيات الثورية لنفسها في عصر الثورة البروليتارية هدفين اثنين:
أ- دعم الشغيلة في نضالهم من أجل الاستيلاء على السلطة السياسية؛
ب- وحيث تم الاستيلاء على هذه السلطة، دعم الشغيلة في تنظيم المجتمع الاشتراكي.

2) لقد سارت التعاونيات القديمة في طريق الإصلاحية وتفادت بشتى الأشكال النضال الثوري بمختلف أشكاله. كانت تبشر بفكرة دخول تدريجي في «الاشتراكية» دون المرور بدكتاتورية البروليتاريا.
وتبشر التعاونيات القديمة بالحياد السياسي، فيما تخفي في الواقع وراء هذا الشعار خضوعها لسياسة البرجوازية الإمبريالية.
لا وجود لأمميتها إلاّ بالكلام، فيما تستبدل في الواقع التضامن الأممي للشغيلة بتعاون الطبقة العاملة مع البرجوازية في كل بلد.
وفي مجمل هذه السياسة، بدل أن تسهم التعاونيات القديمة في تطور الثورة فهي تعيقها، وبدل أن تدعم البروليتاريا في نضالها فهي تضايقها.

3) إن مختلف أشكال التعاونيات لا يمكن بأي درجة أن تخدم الأهداف الثورية للبروليتاريا. والأشكال الأكثر تلاؤما مع ذلك هي تعاونيات الإستهلاك، ولكن العديد من هذه الأخيرة تضم عناصر بورجوازية. ولن تصبح أبدا إلى جانب البروليتاريا في نضالها الثوري. وحدها التعاونية العمالية في المدن والأرياف يمكن أن تملك هذا الطابع.

4) إن مهمة الشيوعيين في الحركة التعاونية تقوم على التالي:

1-نشر الأفكار الشيوعية.
2-جعل التعاونية أداة للصراع الطبقي من أجل الثورة، دون أن تفصل مختلف التعاونيات عن تجمعها المركزي.
ينبغي أن يتنظم الشيوعيون في جميع التعاونيات بتكتلات رسمية، تطرح على نفسها تشكيل مركز للتعاونية الشيوعية في كل بلد.
ينبغي أن يكون هناك ارتباط وثيق بين هذه التجمعات ومركزها وبين الحزب الشيوعي وممثليه في التعاونية. ويجب أن يصوغ المركز كذلك مبادئ التكتيك الشيوعي في الحركة التعاونية الوطنية ويقود هذه الحركة وينظمها.

5) إن الأهداف العملية التي ينبغي أن تحددها التعاونية الثورية في الغرب لنفسها حاليا ستظهر كليا خلال العمل. ولكن يمكننا من الآن أن نشير إلى بعضها:

أ- نشر الأفكار الشيوعية، بالكتابة والقول، وخوض حملة من أجل تحرير التعاونيات من قيادة البرجوازية والانتهازيين وتأثيرهم.
ب- تقريب التعاونيات من الأحزاب الشيوعية والنقابات الثورية. وإشراك التعاونيات، بشكل مباشر أو غير مباشر، في النضال السياسي وإشراكها في التظاهرات والحملات السياسية للبروليتاريا. أن تدعم الأحزاب الشيوعية وصحافتها ماديا. وتدعم ماديا العمال المضربين وضحايا إغلاق المصانع.
ج- محاربة سياسة البرجوازية الإمبريالية، وبشكل خاص محاربة التدخل في شؤون روسيا السوفياتية والبلدان الأخرى.
د- خلق علاقات بين التعاونيات العمالية في مختلف البلدان وليس فقط علاقات فكرية، بل أيضا علاقات عمل.
هـ- المطالبة بإبرام المعاهدات التجارية والتزام العلاقات التجارية مع روسيا وسائر الجمهوريات السوفياتية مباشرة.
و- المشاركة بأوسع ما يمكن من المبادلات التجارية مع هذه الجمهوريات.
ز- المشاركة في استثمار الثروات الطبيعية للجمهوريات السوفياتية بالتكفل بامتيازات على أراضيها.

6- بعد انتصار الثورة البروليتارية ينبغي أن تبلغ التعاونيات أقصى تطورها.
وقد سمح مثال روسيا أصلا بإبراز بعض السمات المميزة:

أ- ينبغي أن تتعهد التعاونيات الاستهلاكية بتوزيع المنتجات تبعا لخطط الحكومة البروليتارية. وهذه الوظيفة ستمنح التعاونيات اندفاعة مذهلة حتى هذا اليوم.
ب- ينبغي أن تؤدي التعاونيات دور الرابط العضوي بين الاستثمارات المعزولة لصغار المنتجين (فلاحين وحرفيين) والخدمات الاقتصادية للدولة البروليتارية. وهذه الخدمات ستوجه عمل صغار المستثمرين، عن طريق التعاونيات، طبقا لخطة شمولية. وتتلقى التعاونيات الاستهلاكية بشكل خاص السلع الغذائية والمواد الأولية من صغار المنتجين لتسلمها إلى المستهلكين وإلى الدولة.
ج- يمكن أن تضم التعاونيات الإنتاجية صغار المنتجين في مشاغل أو استثمارات مشتركة تسمح باستخدام الآلات والأساليب التقنية المتقنة. وستمنح بذلك الإنتاج الصغير قاعدة تقنية ستسمح ببناء الإنتاج الاشتراكي على هذا الأساس، وتسمح لصغار المنتجين بأن يتخلصوا من ذهنيتهم الفردية من أجل تطوير الروح الجماعية لديهم.
7) آخذا بالاعتبار الدور الكبير الذي ينبغي أن تلعبه التعاونيات الثورية خلال الثورة البروليتارية، يُذكر المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية الأحزاب، والتجمعات والمنظمات الشيوعية بأنه ينبغي أن تستمر بالعمل النشط من أجل نشر الفكرة التعاونية وفكرة التجمعات التعاونية كأداة للصراع الطبقي، وأن تشكل جبهة متحدة للتعاونيات مع النقابات الثورية.
ويكلف المؤتمر اللجنة التنفيذية للأممية بتشكيل فرع تعاوني يتولى وضع البرنامج المشار إليه أعلاه موضوع التنفيذ. وينبغي بالإضافة إلى ذلك أن يدعو هذا الفرع لكونفرنسات ومؤتمرات تبعا للحاجات من أجل تحقيق المهمة الثورية للتعاونيات داخل الأممية.

قرار المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية حول العمل في التعاونيات

يكلف المؤتمر الثالث للأممية اللجنة التنفيذية بإنشاء فرع تعاوني، يكون عليه أن يحضِّر تبعا للحاجات للدعوة لمداولات وكونفرنسات ومؤتمرات أممية خاصة بالتعاونيات، من أجل أن يحقق داخل الأممية الأهداف المحددة في الموضوعات.
وينبغي بالإضافة إلى ذلك أن يضع الفرع نصب عينيه الأهداف العملية التالية:
أ- تعزيز النشاط التعاوني لشغيلة الأرياف والصناعة عبر تشكيل تعاونيات حرفية نصف بروليتارية، ودفع الشغيلة إلى السعي نحو إدارة استثمارهم وتحسينه بشكل مشترك.
ب- القيام بدعاوة حول مبادئ التعاونية الثورية وأساليبها، وتوجيه نشاط التعاونية البروليتارية نحو الدعم المادي للطبقة العاملة المناضلة.
ج- تعزيز إقامة علاقات تجارية ومالية أممية بين التعاونيات العمالية وتنظيم إنتاجها المشترك.

قرار حول الأممية الشيوعية وحركة الشبيبة الشيوعية

1- لقد ولدت حركة الشبيبة الاشتراكية تحت ضغط الاستغلال الرأسمالي للشبيبة الكادحة ونظام العسكرة البرجوازي غير المحدود. ولدت كردة فعل ضد محاولات تسميم الشبيبة الكادحة بالأفكار البرجوازية القومية، وضد الإهمال والنسيان اللذين يتحمل مسؤوليتهما الحزب الاشتراكي – الديمقراطي والنقابات في معظم البلدان إزاء المتطلبات الاقتصادية والسياسية والمعنوية للشبيبة.
وقد تم إنشاء منظمات الشبيبة الاشتراكية في معظم البلدان دون مؤازرة الأحزاب الاشتراكية – الديمقراطية والنقابات، التي كانت تصبح باستمرار أكثر فأكثر انتهازية وإصلاحية، وقد تشكلت هذه المنظمات في بعض البلدان حتى ضد إرادة هذه الأحزاب والنقابات. لقد رأت هذه الأخيرة خطرا كبيرا في ظهور الشبيبة الاشتراكية الثورية المستقلة وحاولت قمع هذه الحركة، وتغيير طابعها وفرض سياستها عليها، بممارسة وصاية بيروقراطية عليها، وبمحاولة حرمانها من كل استقلالية.
2- بالإضافة إلى ذلك، كان لا بد أن تؤدي الحرب الإمبريالية والموقف المتخذ في معظم البلدان من قبل الأحزاب الاشتراكية – الديمقراطية إلى تعميق الهوة العميقة بين الأحزاب الاشتراكية – الديمقراطية والشبيبة الأممية والثورية، وتسريع الصراع بينهما. لقد تفاقم وضع الشبيبة الكادحة خلال الحرب بسبب التعبئة والاستثمار المكثف في الصناعات العسكرية والعسكرة خلف الجبهة. واتخذ الجزء الأفضل من الشبيبة الاشتراكية موقعا حاسما ضد الحرب والوطنية، وانفصل عن الأحزاب الاشتراكية – الديمقراطية وبدأ عملا سياسيا خاصا (المؤتمرات الأممية للشبيبة في برن 1915، وفي يينا 1916).
في المعركة ضد الحرب، دعمت أفضل المجموعات الثورية من العمال الناضجين الشبيبة الاشتراكية، التي أصبحت بذلك نقطة تجمع للقوى الثورية. وأخذت بذلك على عاتقها مهام الأحزاب الثورية التي لم تكن موجودة، وأصبحت الطليعة في المعركة الثورية واتخذت شكل التنظيم السياسي المستقل.
3- مع ظهور الأممية الشيوعية والأحزاب الشيوعية في بلدان مختلفة، تغير دور الشبيبة الثورية في مجمل الحركة البروليتارية. وانطلاقا من وضعها الاقتصادي وبفعل سمات نفسية خاصة، تتقبل الشبيبة العمالية الأفكار الشيوعية بسهولة أكبر، وقد أثبتت ذلك خلال المعارك الثورية، بحماس أكبر من حماس العمال الذين يكبرونها سنا. ومع ذلك فالأحزاب الشيوعية هي التي أخذت على عاتقها دور الطليعة الذي لعبه الشباب في ما يتعلق بالعمل السياسي المستقل والقيادة السياسية. وإذا استمرت منظمات الشبيبة الشيوعية بالوجود بصفة منظمات مستقلة من وجهة نظر سياسية، تلعب دورا قياديا، فسنشهد وجود حزبين شيوعيين متلاقيين، لا يتمايزان فيما بينهما إلاّ بعمر أعضائهما.
4- يقوم الدور الحالي للشبيبة على ضرورة أن تَجمع العمال الشباب، وتثقفهم بذهنية شيوعية في طليعة المعركة الشيوعية. لقد مر الوقت الذي كان يمكن أن تكتفي به الشبيبة بعمل جيد لمجموعات صغيرة للدعاوة، مشكَّلة من قلة من الأعضاء. وهناك أيضا اليوم إلى جانب التحريض والدعاوة اللذين يتم القيام بهما بمثابرة وبأساليب جديدة، وسيلة لكسب أوسع جماهير الشباب العمال وهي الحث على معارك اقتصادية وقيادتها.
ينبغي أن توسّع منظمات الشبيبة عملها التثقيفي وتعززه، بالانسجام مع مهمتها الجديدة. إن المبدأ الأساسي للتربية الشيوعية في حركة الشبيبة الشيوعية هو المشاركة النشطة في كل المعارك الثورية، مشاركة ينبغي أن تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمدرسة الماركسية.
وهناك واجب آخر مهم للشبيبة في المرحلة الحالية وهو تحطيم الأيديولوجية الوسطية والاشتراكية – الوطنية بين الشبيبة العمالية وتخليص هذه الأخيرة من الأوصياء والقادة الاشتراكيين – الديمقراطيين. ويجب أن تبذل جهدها في الوقت نفسه من أجل تنشيط سيرورة التجديد الناجمة عن الحركة الجماهيرية، بانتداب أعضائها الأكبر سنا إلى الأحزاب الشيوعية بسرعة.
إن الفرق الكبير الأساسي القائم بين الشبيبة الشيوعية والشبيبة الوسطية والاشتراكية – الوطنية يصبح بيّنا بشكل خاص عبر المشاركة النشطة في كل مشاكل الحياة السياسية والمعارك والتحركات الثورية، كما عبر تعاونها على بناء الأحزاب الشيوعية.
5- تختلف الروابط بين الشبيبة والأحزاب الشيوعية بشكل جذري عن تلك القائمة بين منظمات الشبيبة الثورية والأحزاب الاشتراكية – الديمقراطية. إن التماثل الأكبر والمركزية الأشد صرامة هما ضروريان في المعركة المشتركة من أجل التحقيق السريع للثورة البروليتارية. ولا يمكن أن تنتمي القيادة السياسية من وجهة نظر أممية إلاّ إلى الأممية. ومن واجب منظمات الشبيبة الشيوعية أن تخضع لهذه القيادة السياسية، برنامجا وتكتيكا وتوجهات سياسية، وأن تندمج في جبهة ثورية مشتركة. ونظرا لاختلاف درجات تطور الأحزاب الشيوعية من الضروري أن يخضع تنفيذ هذا المبدأ في حالات استثنائية لقرار خاص من اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية وأممية الشبيبة يأخذ بالاعتبار الشروط الخاصة القائمة. وينبغي أن تخضع الشبيبة الشيوعية التي بدأت بتنظيم صفوفها تبعا لقواعد المركزية الأكثر صرامة للانضباط الفولاذي للأممية الشيوعية. وينبغي أن تهتم الشبيبة داخل منظماتها بجميع المسائل السياسية والتكتيكية التي ينبغي أن تتخذ دائما موقفا منها. وداخل الأحزاب الشيوعية في بلدانها يجب أن تتحرك دائما لا ضد هذه الأحزاب، بل باتجاه القرارات التي تتخذها، وفي حال وقوع اختلافات خطيرة بين الأحزاب الشيوعية ومنظمات الشبيبة ينبغي أن تستخدم هذه الأخيرة حقها بالاستئناف لدى اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية. إن التنازل عن استقلالها السياسي لا يعني أبدا التضحية باستقلالها العضوي الذي ينبغي الحفاظ عليه لأسباب تربوية.
كما أنه من أجل القيادة الجيدة للنضال الثوري ثمة حاجة لأقصى مركزية ووحدة، ففي البلدان حيث أخضع التطور التاريخي الشبيبة للحزب، ينبغي الحفاظ على هذه العلاقات كقاعدة، والخلافات بين الجهازين تحلها اللجنة التنفيذية لأممية الشبيبة الشيوعية.
6- إن إحدى المهام الأكثر إلحاحا وأهمية للشبيبة هي في أن تتخلص من كل بقايا الفكرة القائلة بدورها السياسي القيادي الموروثة من مرحلة استقلالها المطلق. وينبغي استخدام صحافة الشبيبة وكل جهازها من أجل إفعام الشبيبة الشيوعية بالشعور والوعي بأنهم جنود وأعضاء مسؤولون في حزب شيوعي واحد.
ينبغي لمنظمات الشبيبة الشيوعية أن تولي اهتماما أكبر بهذا العمل وتعطيه مزيدا من الوقت، لاسيما أنها بدأت تتحول إلى حركة جماهيرية بفضل كسب مجموعات متزايدة باستمرار من العمال الشباب.
7- إن التعاون السياسي الوثيق بين الشبيبة والأحزاب الشيوعية يجب أن يجد تعبيره في ارتباط عضوي صلب بين التنظيمين. وما هو ضروري على الإطلاق هو التبادل الدائم والمشترك للممثلين بين الأجهزة القيادية للشبيبة وللأحزاب على جميع المستويات: إقليم، قضاء كانتون، وصولا إلى آخر نواة، في مجموعات المصانع وفي النقابات، كما المشاركة المتبادلة في جميع الكونفرنسات والمؤتمرات. ويمكن للحزب الشيوعي على هذا الشكل أن يمارس تأثيرا متواصلا على نشاط الشبيبة وأن يدعمه، في حين تتمكن هذه الأخيرة أيضا من امتلاك تأثير فعلي على نشاط الحزب.
8- إن العلاقات بين الأممية الشيوعية وأممية الشبيبة هي أكثر وثوقا مما بين الأممية والأحزاب الشيوعية. فدور أممية الشبيبة الشيوعية يقوم على مركزة حركة الشبيبة الشيوعية وقيادتها، وعلى دعم مختلف الاتحادات وتشجيعها معنويا وماديا، وخلق منظمات جديدة للشبيبة الشيوعية حيث لا توجد والقيام بالدعاوة الأممية لحركة الشبيبة الشيوعية ولبرنامجها. إن الأممية الشيوعية للشبيبة تشكل جزءا من الأممية الشيوعية. وبهذه الصفة هي خاضعة لقرارات المؤتمر واللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية، وضمن هذه الحدود تنفذ عملها وتتحرك بصفة وسيط ومترجم للإرادة السياسية للأممية الشيوعية في جميع فروع هذه الأخيرة. ويمكن ضمان الإشراف المستمر من جانب الأممية الشيوعية والعمل الأكثر خصبا من جانب أممية الشباب الشيوعية في جميع مجالات نشاطها (قيادة الحركة، والتحريض والتنظيم، وتعزيز منظمات الشبيبة الشيوعية ودعمها) وذلك عبر التبادل المستمر والمشترك والتعاون الوثيق المتواصل.

رسالة حول ماكس هولز إلى البروليتاريا الألمانية

إن البرجوازية الألمانية تضيف إلى ألفي سنة من السجن وعقوبات الجنح التي كبدتها لمقاتلي آذار / مارس، السجن المؤبد لـ:

ماكس هولز

إن الأممية الشيوعية عدوة الإرهاب وأعمال التخريب الفردية التي لا تخدم أهداف معركة الحرب الأهلية المباشرة، تدين حرب القناصين التي تخاض من خارج القيادة السياسية للبروليتاريا الثورية. ولكن الأممية الشيوعية ترى في ماكس هولز أحد أشجع المتمردين ضد المجتمع الرأسمالي الذي تعبر عن سُعاره أحكامٌ بالسجن، ويتجلى نظامه ordre بتجاوزات الرعاع الذي يخدم كقاعدة لحكمه. إن أفعال ماكس هولز لم تكن تتناسب مع الهدف المقصود؛ فلا يمكن تحطيم الإرهاب الأبيض إلاّ كنتيجة لصعود الجماهير العمالية، وبغير هذا الشكل لا تستطيع البروليتاريا الاستيلاء على السلطة. ولكن حبه البروليتاريا وكرهه للبرجوازية أمليا عليه هذه الأفعال. إن المؤتمر يوجه إذا تحياته الأخوية لماكس هولز. ويعهد به لحماية البروليتاريا الألمانية، ويعبر عن أمله في أن يراه يناضل في صفوف الحزب الشيوعي من أجل قضية انعتاق العمال، في اليوم الذي يحطم فيه البروليتاريين الألمان أبواب سجنهم.

بيان اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية
نحو عمل جديد
نحو نضالات جديدة

إلى بروليتاريي العالم أجمع، نساء ورجالاً!
لقد اختُتم المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية، لقد أختُِتم الاستعراض الكبير للبروليتاريا الشيوعية في العالم أجمع. وأظهر أن الشيوعية قد أصبحت خلال السنة المنصرمة، في سلسلة من البلدان التي لم تكن فيها إلاّ في بداياتها، حركة كبيرة تحفز الجماهير وتهدد رأس المال. إن الأممية الشيوعية التي لم تكن تمثل خارج روسيا في مؤتمرها التأسيسي إلاّ مجموعات صغيرة من الرفاق، هذه الأممية التي كانت تبحث بعد عن طريقها في المؤتمر الثاني، العام الماضي، تملك الآن في روسيا ولكن أيضا في ألمانيا وبولندا وتشيكوسلوفاكيا وإيطاليا وفرنسا والنروج ويوغسلافيا وبلغاريا، أحزابا تحتشد حول راياتها، دون توقف، جماهير تتزايد اتساعا. إن المؤتمر الثالث يتوجه إلى الشيوعيين في جميع البلدان بالدعوة لاتباع الطريق التي التزموا بها والقيام بكل ما بوسعهم لجمع ملايين العمال والعاملات الجدد في صفوف الأممية الشيوعية، لأنه لا يمكن تحطيم سلطة رأس المال إلاّ إذا أصبحت فكرة الشيوعية قوة تحفِّز الأغلبية الكبرى من البروليتاريا التي تقودها الأحزاب الشيوعية الجماهيرية التي ينبغي أن تشكل الطبقة البروليتارية المقاتلة كحلقة حديدية. «إلى الجماهير»، هذه هي الصرخة الأولى التي يوجهها المؤتمر الثالث إلى الشيوعيين في العالم أجمع.

نحو نضالات كبرى جديدة

إن الجماهير تأتي إلينا وتتدفق نحونا، لأن الرأسمالية العالمية تُظهر لها ببداهة أكثر فأكثر جلاء أنها لا تستطيع أن تطيل وجودها إلاّ بتحطيم النظام الاجتماعي بأكمله بشكل متزايد، وبزيادة الفوضى والبؤس وعبودية الجماهير. وإزاء الأزمة الاقتصادية العالمية، التي ترمي ملايين العمال في الشارع، تسقط تشكّيات خدم رأس المال الاشتراكيين – الديمقراطيين، والدعوة التي كانت توجهها الطبقة البرجوازية منذ سنوات إلى العمال «واعملوا دون توقف»، هذه الصرخة توقفت، لأن صرخة «العمل» أصبحت صرخة المعركة للطبقة العاملة، ولن يجري إرضاؤها إلاّ على أنقاض الرأسمالية، وإلاّ إذا استولت البروليتاريا على وسائل الإنتاج التي خلقتها بنفسها. إن العالم الرأسمالي يجد نفسه أمام هوة مخاطر حرب جديدة. وتدفع التضادات الأميركية – اليابانية والإنكليزية – الأميركية والإنكليزية – الفرنسية، والفرنسية – الألمانية والبولندية – الألمانية، والتضادات في الشرقين الأدنى والأقصى، تدفع الرأسمالية إلى التسلح الدائم. وتطرح عليها السؤال المقلق التالي: «هل استأنفت أوروبا السير في طريق الحرب العالمية؟» لا يخاف الرأسماليون المجزرة بحق ملايين البشر. فقد تركوا بعد الحرب ملايين البشر يموتون جوعا بفعل سياستهم وحصار روسيا. إن ما يخافونه، هو أن تدفع أي حرب جديدة الجماهير نهائيا إلى صفوف الثورة العالمية. إنهم يسعون إذا، كما فعلوا قبل الحرب، للوصول إلى وفاق عن طريق المكائد والترتيبات الدبلوماسية. ولكن الوفاق على نقطة، هو التوتر على نقاط أخرى. فالمفاوضات بين إنجلترا وأميركا حول موضوع الحد من التسلح البحري للدولتين تخلق بالضرورة جبهة ضد اليابان. فيما يسلم التقارب الفرنسي – الإنجليزي ألمانيا لفرنسا وتركيا لإنجلترا. إن نتاج جهود رأس المال العالمي الساعي لوضع قليل من النظام في الفوضى العالمية، ليس هو السلم، بل إنه الاضطراب المتنامي والعبودية الأشد فأشد صرامة على صعيد الشعوب المهزومة بواسطة رأسمال المنتصرين. وتتحدث صحافة رأس المال الآن عن التهدئة والوفاق في السياسة العالمية لأن البرجوازية الألمانية تخضع للشروط التي فرضها الحلفاء، ولأنها سلمت الشعب الألماني لثعالب في بورصة باريس ولندن من أجل إنقاذ سلطتها. ولكن صحافة البورصة مليئة في الوقت نفسه بأخبار حول تفاقم الانهيار الاقتصادي لألمانيا، حول الضرائب الضخمة التي سوف تنهال مثل البرد، في الخريف، على الجماهير المحكوم عليها بالبطالة، ضرائب ترفع أكثر فأكثر أسعار كل السلع الغذائية والألبسة. إن الأممية الشيوعية التي تنطلق، في سياستها، من دراسة متجردة وموضوعية للوضع العالمي – لأن البروليتاريا لا يمكن أن تحرز النصر إلاّ عبر الملاحظة الواضحة الموضوعية لحقل المعركة – إن الأممية الشيوعية تقول للبروليتاريا في العالم أجمع: لقد أظهرت الرأسمالية حتى الوقت الحاضر أنها عاجزة عن تأمين النظام في العالم حتى في حدود ما كان عليه الوضع قبل الحرب. وما تقوم به في هذه اللحظة لا يمكن أن يؤدي إلى التئام، إلى نظام جديد، بل إلى إطالة عذاباتكم وإطالة احتضار الرأسمالية. إن الثورة العالمية تتقدم. وفي كل مكان تزعزعت أسس رأس المال العالمي. إن الصرخة الثانية التي يطلقها المؤتمر العالمي للأممية الشيوعية لبروليتاريي العالم أجمع هي التالية: نحن نتقدم نحو نضالات كبرى، تسلحوا، استعدادا لمعارك جديدة.

شكلوا الجبهة

إن البرجوازية العالمية عاجزة عن أن تؤمن للعمال العمل، والخبز والمسكن والثياب؛ ولكنها تظهر قدرات كبيرة في تنظيم الحرب ضد البروليتاريا العالمية. ومنذ لحظة بلبلتها الكبرى الأولى، ومنذ أن نجحت في تخطي خوفها من العمال العائدين من الحرب، منذ أن نجحت في إدخالهم مجددا إلى المصانع، وسحقت انتفاضاتهم الأولى، وجددت تحالفها الحربي مع الاشتراكيين – الديمقراطيين والاشتراكين – الخونة ضد البروليتاريا، وقسمت بذلك هذه الأخيرة، استخدمت كل قواها لتنظيم حرس أبيض ضد البروليتاريا ولتجريد هذه الأخيرة من سلاحها. إن البرجوازية العالمية، المسلحة حتى العظم، جاهزة ليس فقط لمواجهة كل انتفاضة بروليتارية بالسلاح، بل أيضا للتسبب إذا ما دعت الحاجة بانتفاضات غير ناضجة للبروليتاريا التي تعد نفسها للنضال؛ وهي ترغب هكذا في سحقها قبل أن تشكل جبهتها المشتركة المنيعة. ينبغي أن تواجه الأممية الشيوعية استراتيجية البرجوازية العالمية باستراتيجيتها. وضد صناديق رأس المال العالمي، الذي يواجه البروليتاريا المنظمة بعصابات مسلحة، تمتلك الأممية الشيوعية جيشا مخلصا: إنه جماهير البروليتاريا، الجبهة المتحدة والصلبة للبروليتاريا. إن مكائد البرجوازية وعنفها لن يلقيا أي نجاح إذا تقدم ملايين العمال إلى المعركة في صفوف متراصة. لأن السكك الحديدية التي تنقل عليها البرجوازية جيوشها البيضاء ضد البروليتاريا ستتوقف؛ وسيستولي الرعب الأبيض عند ذلك على جزء من الحرس الأبيض نفسه. وإذا تم النجاح في أن نقود البروليتاريا في جبهة متحدة إلى النضال، فإن رأس المال والبرجوازية العالمية سيفقدان فرص النصر، والإيمان بالنصر الذي لا يمكن أن تعيده إليها إلاّ خيانة الاشتراكية – الديمقراطية وانقسام الطبقة العاملة. إن الانتصار على رأس المال العالمي أو بالأحرى الطريق نحو هذا الانتصار، هو كسب تعاطف أغلبية الطبقة العاملة. ويدعو المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية الأحزاب الشيوعية في العالم أجمع، والشيوعيين في النقابات لأن يبذلوا جهودهم كافة، وكامل قواهم لانتزاع أغلبية الجماهير العمالية من تأثير الأحزاب الاشتراكية – الديمقراطية والبيروقراطية النقابية الخائنة. ولا يمكن بلوغ هذا الهدف، إلاّّّّ إذا أثبت شيوعيو العالم أنهم بمثابة مقاتلي الطليعة للطبقة العاملة خلال هذه الحقبة الصعبة، التي يحمل كل يوم فيها حرمانا جديدا وبؤسا جديدا للجماهير العمالية، وإلاّ إذا قادوها للنضال من أجل قطعة خبز إضافية، والنضال من أجل إراحتها من الأعباء التي يفرضها رأس المال أكثر فأكثر على الجماهير العمالية بشكل غير محتمل. ينبغي أن يُِثبت للجمهور العمالي أن الشيوعيين وحدهم هم الذين يناضلون من أجل تحسين وضع الجماهير وأن الاشتراكيين – الديمقراطيين كما البيروقراطية العمالية الرجعية مستعدون لترك البروليتاريا فريسة المجاعة، بدل قيادتها إلى المعركة. ولا يمكن ضرب خونة البروليتاريا، عملاء البرجوازية، على أرضية النقاشات النظرية حول الديمقراطية والديكتاتورية. ولن يتم سحقهم إلاّ بمعرض قضايا الخبز والأجور والملبس والمسكن. والحقل الأول للمعركة والأكثر أهمية، الذي يمكن ضربهم فيه، هو حقل الحركة النقابية. وسيتم التغلب عليهم في النضال الذي نقوده ضد أممية أمستردام النقابية الصفراء ومن أجل الأممية النقابية الحمراء. إنه النضال من أجل الاستيلاء على مواقع عدوة في معسكرنا الخاص؛ إنها مسألة تشكيل جبهة مقاتلة في مواجهة الرأسمال العالمي. حافظوا على منظماتكم نقية من كل اتجاه وسطي، حافظوا على الروح القتالية لديكم.
وليس إلاّ بالنضال من أجل المصالح الأكثر بساطة وأولية للجماهير العمالية، نستطيع تشكيل جبهة متحدة للبروليتاريا ضد البرجوازية. وليس إلاّ بهذا النضال نستطيع إنهاء الانقسامات داخل البروليتاريا، انقسامات تشكل القاعدة التي تستطيع عليها البرجوازية أن تطيل وجودها. غير أن جبهة البروليتاريا هذه لا تصبح قوية ومهيأة للمعركة إلاّ إذا جرى دعمها من قبل الأحزاب الشيوعية التي ينبغي أن تكون روحها متحدة وصلبة وانضباطها صلبا وقاسيا. لذلك فإن المؤتمر العالمي الثالث للأممية الشيوعية، في الوقت نفسه الذي يطلق فيه باتجاه الشيوعيين في العالم أجمع صرخة «إلى الجماهير!» و«شكلوا الجبهة المتحدة للبروليتاريا!» فإنه يشير عليهم بـ«حافظوا على صفوفكم نقية من العناصر القادرة على تحطيم معنويات المعركة وانضباطها لدى الفرق الهجومية للبروليتاريا العالمية ولدى الأحزاب الشيوعية». إن مؤتمر الأممية الشيوعية يقر ويصدق على طرد الحزب الاشتراكي الإيطالي، هذا الطرد الذي يجب الإبقاء عليه حتى اللحظة التي يقطع فيها هذا الحزب مع الإصلاحيين ويطردهم من صفوفه. ويعبر المؤتمر بذلك عن قناعته بأنه إذا أرادت الأممية الشيوعية أن تقود ملايين العمال إلى المعركة لا يجب أن تتساهل مع وجود إصلاحيين في صفوفها هدفهم المصالحة مع الرأسمالية وإصلاح هذه الأخيرة، وليس الثورة الظافرة للبروليتاريا. إن الجيوش التي تتسامح مع وجود قادة على رأسها يسعون إلى التوفيق مع العدو، محكوم عليها بأن يخونها هؤلاء القادة أنفسهم ويبيعوها للعدو. وقد تنبهت الأممية الشيوعية إلى واقع أنه في سلسلة كاملة من البلدان حيث تم طرد الإصلاحيين لا يزال هناك مع ذلك اتجاهات لم تتمكن من تخطي الروح الإصلاحية نهائيا. وإذا كانت هذه الاتجاهات لا تعمل للمصالحة مع العدو فإنها مع ذلك لا تنكب بالحماس الكافي، في تحريضها ودعاوتها، على إعداد النضال ضد الرأسمالية. ولا تعمل بالنشاط الكافي والحزم الكافي لتثوير الجماهير. إن الأحزاب العاجزة عن أن تصبح بعملها الثوري اليومي بمثابة النَفَس الثوري للجماهير، والعاجزة عن تعزيز إرادة النضال لدى الجماهير بشغف واندفاع، إن أحزابا كهذه ستفوّت بالضرورة ظروفا ملائمة للنضال، وتترك نضالات عفوية كبيرة للبروليتاريا تغوص في الرمل، كما كانت الحال عند احتلال المصانع في إيطاليا وأثناء إضراب كانون الأول / ديسمبر في تشيكوسلوفاكيا. ينبغي أن تكوِّن الأحزاب الشيوعية روحها القتالية، ينبغي أن تصبح هيئة الأركان القادرة على الإمساك بالظروف الملائمة للنضال فورا واستخلاص كل المنافع الممكنة عن طريق قيادة جريئة للحركات العفوية للبروليتاريا. «كونوا طليعة الجماهير العمالية المنخرطة في الحركة، كونوا قلبها ودماغها». هذه هي صرخة المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية إلى الأحزاب الشيوعية. وأن نكون الطليعة، هو أن نسير على رأس الجماهير، باعتبارها الجزء الأكثر وعيا والأكثر حذرا وتبصرا. ولن تكون الأحزاب الشيوعية قادرة ليس فقط على تشكيل جبهة متحدة للبروليتاريا بل أيضا على قيادة هذه الأخيرة للانتصار على العدو، إلاّ إذا أصبحت هي نفسها تلك الطليعة.

واجهوا استراتيجية رأس المال باستراتيجية البروليتاريا، أعدّوا نضالاتكم!

إن العدو قوي، لأنه يملك وراءه قرونا من عادة السلطة التي ولّدت فيه وعيا لقوته وإرادة الحفاظ على سلطته. إن العدو قوي لأنه تعلم خلال قرون كيف يقسِّم الجماهير البروليتارية، وكيف يقمعها ويتغلب عليها. والعدو يعرف كيف تقاد حرب أهلية نحو النصر، ولهذا يُلفت المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية انتباه الأحزاب الشيوعية في العالم أجمع إلى الخطر الذي تمثله الاستراتيجية المدروسة للطبقة المالكة والمسيطرة ونواقص الاستراتيجية، التي تكاد تكون في طريقها إلى التشكل لدى الطبقة العاملة المناضلة من أجل السلطة. لقد أظهرت أحداث شهر آذار / مارس في ألمانيا الخطر الكبير الذي ينتج عن ترك العدو يدفع بمكائده الصفوف الأولى من الطبقة العاملة، وطليعة البروليتاريا إلى النضال قبل أن تتحرك أوسع الجماهير. إن الأممية الشيوعية تحيّي بفرح واقع أن مئات آلاف العمال في ألمانيا قد سارعوا لنجدة العمال في ألمانيا الوسطى المهددين من كل الجهات. وبروح التضامن هذه، وبهبَّة البروليتاريا في بلدان العالم أجمع لحماية جزء مهدد من البروليتاريا، ترى الأممية الشيوعية طريق النصر. لقد حيّت واقع أن الحزب الشيوعي الألماني الموحد وقف على رأس الجماهير العمالية التي هبت للدفاع عن إخوانها المهددين. ولكن الأممية الشيوعية تعتبر في الوقت نفسه أن من واجبها أن تقول بصراحة ووضوح للعمال في العالم أجمع: حتى إذا كانت الطليعة لا تستطيع تفادي النضالات، وحتى إذا كان يمكن أن تسرع هذه النضالات من تعبئة الطبقة العاملة بمجملها، فإن هذه الطليعة مع ذلك لا ينبغي أن تنسى أنه لا يجب أن تنجرّ وحيدة، ومعزولة في نضالات حاسمة وأنها إذا أجبرت على الذهاب معزولة إلى المعركة عليها تفادي الصدام المسلح مع العدو، لأن ما يشكل مصدر انتصار البروليتاريا على الحرس الأبيض المسلح هو جماهيرها. وإذا لم تتقدم الطليعة بجماهير تسيطر على العدو، ينبغي أن تتفادى، كأقلية مسلحة، الدخول في صراع مسلح معه. وقد قدمت معارك آذار / مارس أيضا درسا تلفت الأممية الشيوعية انتباه بروليتاريي العالم أجمع إليه. يجب إعداد الجماهير العمالية للنضالات المحدقة بتحريض ثوري متواصل ويومي ومكثف وواسع؛ يجب دخول المعركة بشعارات واضحة ومفهومة لدى أوسع الجماهير البروليتارية. وبمواجهة استراتيجية العدو يجب وضع استراتيجية متبصرة ومتعقلة للبروليتاريا. فإرادة القتال لدى صفوف الطليعة، وشجاعتهم وصلابتهم ليست كافية. ينبغي الإعداد للنضال وتنظيمه على الشكل الذي يظهر فيه بالنسبة لهؤلاء بمثابة النضال من أجل مصالحهم الأكثر أساسية وعلى الشكل الذي يعبئهم مباشرة. وكلما أحس الرأسمال العالمي أنه في خطر، كلما سعى لجعل النصر المستقبلي للأممية الشيوعية مستحيلا، بعزل صفوفها الأولى عن باقي الجماهير، وبضربها كذلك، يجب مواجهة هذا المخطط، وهذا الخطر بتحريض جماهيري واسع ومكثف تقوده الأحزاب الشيوعية، وبعمل تنظيمي نشط تضمن بواسطته هذه الأحزاب تأثيرها على الجماهير، وبتقويم بارد لوضع المعركة، وبتكتيك حكيم يسعى إلى تفادي الصراع مع القوى المتفوقة للعدو، وبدء الهجوم في الظروف التي يكون فيها العدو منقسما والجمهور موحدا.
إن المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية يعلم أن الطبقة العاملة لن تتوصل إلى تشكيل أحزاب شيوعية قادرة على النزول كالصاعقة على العدو في أكثر أوقات ضيقه حرجا، وتفاديه عندما يكون في وضع جيد، إلاّ تبعا للتجربة التي تكتسبها في النضال. هذا هو واجب بروليتاريي العالم أجمع: أن يثابروا على فهم جميع الدروس واستخدامها، كل التجارب التي جمعتها الطبقة العاملة في بلد معين لقاء تضحيات كبيرة.

_____________

– الإشراف العام على التدقيق والمراجعة والتصحيح والتنضيد الإلكتروني منيف ملحم
– مراجعة فيكتوريوس بيان شمس بالتعاون مع صفحة التراث الأممي الثوري
– نقله إلى العربية لينا عاصي
– راجع الترجمة ودقّقها كميل قيصر داغر

لمراجعة الفصل السابق يرجى الدخول من خلال الرابط أدناه:
(18) المؤتمرات العالمية الأربعة الأولى للأمميـــــــــــة الشيوعيــــــــــــــة

 

Check out our other content

Check out other tags:

Most Popular Articles