رام الله، 11/10/2023 – يستنكر مركز الديمقراطية وحقوق العاملين في فلسطين تصاعد أعمال العنف اللفظي والجسدي والاقتصادي ضد العاملين الغزيين الذين يعملون في سوق العمل الإسرائيلي، والتي تشمل الاعتقالات التعسفية والضرب والإهانات من قبل شرطة الاحتلال الإسرائيلي وحرس الحدود والمدنيين، بالإضافة لحرمانهم من أجورهم. ويبدو أن العنف الذي تعرض له العمال الفلسطينيون من غزة هو جزء من أعمال انتقامية تدعمها وتقرها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين في أعقاب عملية “طوفان الأقصى” التي تقودها حماس.
بالرغم من أن ما يتعرض له العمال الغزيين لا يمكن مقارنته بما تمر به عائلاتهم في قطاع غزة من قصف إسرائيلي مستمر منذ يوم السبت الماضي، والذي تسبب في سقوط آلاف الضحايا المدنيين (والذين وصل عددهم إلى 1055 شهيد، و5184 جريح، بحيث أن أكثر من 490 شهيد هم من الأطفال والنساء، وفقاً لآخر تحديثات من وزارة الصحة في غزة).
العامل سليم، 35 عاماً، من حي الشجاعية، قال أن أفراد الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود اقتحموا منزله هو وعدد آخر من العاملين الذين كانوا قد استأجروه منذ أشهر في صفد، ودمروا ممتلكاتهم، وانهالوا عليهم بالضرب مكبلين أيديهم ووضعوا العصبات على أعينهم. ونتيجة لهذا الاعتداء بات سليم يعاني من كسور في اليد ورضوض في كافة أنحاء جسده.
بعد الاعتداء على العمال، تم نقلهم في دوريات إلى جهة مجهولة، وأثناء عملية النقل لم يتوقف الجنود عن شتم العاملين وتوجيه الإهانات لهم والتهديد بمسح غزة عن الوجود.
وصرح سليم: “وضعونا في غرف وزنازين صغيرة في أحد مراكز الشرطة، وكانت رائحتها قذرة ونتنة، رغم أنها صغيرة ولا تتسع إلا لثلاثة أشخاص احتجزوا كل عشرة عمال معاً. طوال ساعات احتجازنا أخضعونا للتحقيق والاستجواب، ومنعونا من الطعام والشراب واستخدام الحمام، إضافة للضرب والإهانات”.
تم الإبلاغ عن عدة حوادث مماثلة في اليومين الماضيين. وقال عامل آخر لمركز الديمقراطية وحقوق العاملين، أنه وآخرين تعرضوا للضرب داخل مركز للشرطة الإسرائيلية، قبل ترحيلهم إلى حاجز بيت سيرا في محافظة رام الله والبيرة. وبعد اعتقال العمال والاعتداء عليهم واستجوابهم واحتجازهم لساعات في ظروف مروعة، قامت الشرطة الإسرائيلية أو حرس الحدود بإنزالهم عند نقاط التفتيش بالقرب من التجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية. وأفاد العديد من العمال أيضاً أنه تم تسليمهم من قبل أصحاب العمل أو السماسرة إلى الشرطة الإسرائيلية، خاصة في المناطق الجنوب الإسرائيلية. وصرح جميع العاملين الذين قابلهم مركز الديمقراطية وحقوق العاملين في رام الله بأنه لم يتم دفع أجورهم، وأشار البعض إلى أنهم مدينون بآلاف الشواقل مقابل عملهم. وقالوا أيضاً أنه تمت مصادرة هواتف العمال الذين اعتقلتهم شرطة الاحتلال الإسرائيلية، أو أن صاحب العمل قام بتسليم هواتفهم إلى الشرطة. تم توفير وسائل النقل للعمال “المحظوظين” من قبل أصحاب العمل أو السماسرة التي نقلتهم إلى نقاط التفتيش المؤدية إلى الضفة الغربية، أو تمكنوا من الوصول إليهم سيراً على الأقدام.
يدين مركز الديمقراطية وحقوق العاملين جميع الأعمال الانتقامية ضد المدنيين الفلسطينيين، ويشعر بقلق بالغ على سلامة العمال الغزيين، الذين ما زالوا في إسرائيل، وخاصة أولئك الذين قال زملائهم أنهم فقدوا كافة وسائل الاتصال بهم. كما أننا نشعر بقلق بالغ إزاء العواقب المباشرة وطويلة الأجل للارتفاع الحاد في خطاب الكراهية والخطاب اللاإنساني المناهض للفلسطينيين من قبل السياسيين الإسرائيليين ومسؤولي الجيش والجنود والمدنيين.
العمال الفلسطينيون هم بالفعل ضحايا للإهانات التي تمارس ضدهم بشكل مستمر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي وحرس الحدود والشرطة وعناصر الأمن عند نقاط التفتيش، حيث أنهم يتعرضون وبشكل منتظم لحملات اعتقال، وإطلاق نار وحتى قتل لمحاولتهم دخول إسرائيل دون تصاريح. بالإضافة لتعرضهم لاعتداءات متفرقة من قبل المدنيين، وبالتالي فإن العنف ضد العمال الفلسطينيين الذين يحاولون كسب لقمة العيش ليس جديدا وتم توثيقه جيداً. كما ويقلقنا احتمالية تزايد العنف بشكل كبير، واحتمالية تسريح العاملين على نطاق واسع دون تعويضات في أعقاب الأحداث الحالية.
إننا ندعو الحركة العمالية الدولية إلى الاحتشاد من أجل توفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين، ودعم حقوق الإنسان للفلسطينيين، وضمان حماية العمال الغزيين في إسرائيل من جميع أعمال العنف ولم شملهم مع عائلاتهم في أقرب وقت ممكن، وحين يسمح الوضع.
وسنكون ممتنين في حالة تمت مساعدتنا في توفير الاحتياجات العاجلة لعمال غزة الذين تقطعت بهم السبل في الضفة الغربية. وفي حين تم توفير المأوى الطارئ لهم في المراكز المجتمعية وبعض المنازل، إلا أن هنالك ازدحام في رام الله ولا يزال يصل المزيد من العمال كل ساعة. إذ يجب إيجاد سكن بديل وتوفير العديد من الضروريات الأساسية، حيث لم يتمكن العمال من إحضار أي شيء معهم. أعرب العمال الذين قابلناهم عن احتياجاتهم الملحة للملابس (خاصة الملابس الداخلية وملابس النوم) والأحذية، بالإضافة إلى الأسلاك والمقابس الكهربائية، حتى يتمكنوا من شحن هواتفهم والبقاء على اتصال مع عائلاتهم.
لمزيد من المعلومات، الرجاء التواصل مع:
مريم الطيبي
ملاحظة: تحديث – وفقاً لوزارة الصحة في غزة وصل عدد الشهداء والجرحى جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى 2215 شهيداً و8714 جريحاً، حتى يوم السبت 14/10/2023 ظهراً.