من أجل دحر غزو الجيش الروسي!
لا للناتو!
في مقابلة أجريت معه مؤخرا، ندد يوري بتروفيتش صامويلوف، رئيس نقابة كريفوي روج المستقلة لعمال المناجم في منطقة دنيبروبتروفسك بأوكرانيا، بالعدوان الشرس الذي يتعرضون له من قبل الجيش الروسي، وروى كيف يقاتل العمال الأوكرانيون بفاعلية في ما يصفه ب “الحرب من أجل استقلال أوكرانيا”، كما تحدث عن مشاركة النقابات العمالية في هذا الكفاح (1 ).
صادر عن الرابطة الأممية للعمال- الأممية الرابعة
أما بالنسبة لما قدمه من مقترحات ملموسة، فقد دعا عمال العالم إلى “المطالبة بإلغاء سداد الديون الأوكرانية [الخارجية]، غير العادلة والمستعبدة”، إضافة إلى “المطالبة بتزويد أوكرانيا بالأسلحة والطائرات”. كما دعا في ذات السياق عمال العالم إلى التضامن مع مقاومة العمال للمذبحة التي يقترفها جيش بوتين.
إننا نرحب بهذا النداء وندعمه. ونعتقد أن على منظمات الطبقة العاملة، وأحزابها، ونقاباتها الإسهام في نشر دعوة القائد العمالي الأوكراني، على نطاق واسع، بين النشطاء والعمال. ليس هذا فحسب، بل يجب أن نعلن بوضوح أننا في هذه الحرب ندعم مقاومة شعب يقاتل عدوه في ظل ظروف غير متكافئة على الإطلاق. وكما يقول صامويلوف، إن مسألة توفير الأسلحة والمواد العسكرية والأساسية بكافة أنواعها باتت قضية مركزية. لذا، علينا تقديم كل الدعم لجهود الأوكرانيين للحصول على الأسلحة والإمدادات للدفاع عن أنفسهم، عبر شن حملة واسعة لجمع الأموال للعمال المقاومين، كعمال المناجم فيكريفوي روج.
العمل المعبئين بإمكانهم دعم المقاومة الأوكرانية، كما حصل مع عمال مصفاة إيايسميري
في شيشاير بإنجلترا، الذين رفضوا تفريغ النفط القادم من روسيا، متبعين ذات الخطوات التي اتخذها عمال إحدى محطات الغاز في كينت، وعمال الموانئ في هولندا. وفقا للتقرير، فإن “الاحتجاجات امتدت عبر الموانئ الأوروبية ردا على غزو أوكرانيا” (2).
نقوم بذلك لأن تطوير مثل هذه الحملة هو الموقف الذي يجب أن يتخذه الثوار تجاه الحرب الحالية بكل ما تعنيه.
حكومة فلاديمير بوتين أطلقت عنان الجيش الروسي لغزو أوكرانيا بطريقة بالغة القسوة، حيث هاجمت المدن وأمعنت في تدميرها، كما شملت “الأهداف” المستشفيات العامة والمستشفيات النسائية، وكان هدفهم النهائي هو الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف، وبالتالي السيطرة على البلد بأكمله. ولكن، رغم التفوق العسكري الروسي الهائل، إلا أن الغزاة يواجهون مقاومة بطولية من قبل الشعب الأوكراني، بأكثر مما كانوا يتوقعون.
لهذا نقول إنه عدوان دولة بالغة القوة (روسيا إحدى القوى العسكرية الكبرى في العالم) ضد دولة ضعيفة، بهدف إخضاعها.
يأتي هذا في السياق الذي لايزال يتم فيه اعتبار أوكرانيا “الحديقة الخلفية”، باستثناء فترة قصيرة في بداية الاتحاد السوفيتي (عندما تم تطبيق سياسة لينين، والتي ينتقدها بوتين بشدة الآن)، وهو ذات السياق الذي كانت تتصرف عبره الإمبراطورية الروسية القديمة، وكذلك الستالينية، والحكومات الرأسمالية الروسية الحديثة.
لذا، فإننا ندعم مقاومة العمال والشعب الأوكراني ضد الغزو، ويجب أن نفعل ما في وسعنا لهزيمة القوات الروسية، دون أن يمثل هذا أي دعم أو ثقة سياسية في حكومة زيلينسكي أو في البرجوازية الأوكرانية التي دعت إلى مقاومة الغزو.
هذا الموقف يقودنا إلى القتال الحازم ضد أولئك الذين يدعمون الغزو الروسي بحجة أن روسيا بوتين هي جزء من معسكر تقدمي مناهض للإمبريالية، وأن هذا العمل موجه ضد الإمبريالية وذراعها العسكري (الناتو) الذي يهاجم روسيا من خلال أوكرانيا وحكومتها.
إننا نفضح دور الناتو كذراع عسكري للإمبريالية ونناضل من أجل حلّه. لكن ما يحدث ليس غزوا عسكريا للناتو ضد الأراضي الروسية ولا ضد الشعب الأوكراني. وفي ذات الوقت، ليس هناك جنود من الناتو يقاتلون القوات الروسية في أوكرانيا (أو، على حد علمنا، في أي مكان آخر). إن الجيش الروسي هو الذي يهاجم أوكرانيا اليوم.
لهذا السبب فإننا نختلف مع مواقف قطاعات واسعة من اليسار في العالم، والتي ترفض التحدث علانية ضد غزو بوتين، أو تعلن نفسها “محايدة”. بعبارة أخرى، ليس لديهم أي “انحياز” في حرب بدأها العدوان الروسي. وكما قلنا، إننا نتخذ هذا الموقف لأن انتصار المقاومة الأوكرانية وهزيمة الغزو الروسي هو النتيجة الوحيدة التي ستكون في صالح عمال وجماهير العالم.
نوجه ذات النداء الذي وجهه يوري بتروفيتش سامويلوف ونقابته، وبالإضافة إلى جمع الأموال، نقترح تطوير الأنشطة وتعزيزها بهدف المساعدة في توضيح الارتباك الموجود حول طبيعة الحرب.
ثانيا، ندعو إلى تعزيز التحركات لإظهار الدعم العلني للمقاومة الأوكرانية، كما يحدث في أوروبا وغيرها(3 ). نعتقد أنه من الصواب تماما التحرك لمطالبة الحكومات (خاصة الدول الإمبريالية) بتقديم الأسلحة وكافة المواد الضرورية (الذخيرة والغذاء والدواء) للمقاومة الأوكرانية بشكل مباشر وغير مشروط. نحن نعارض تماما دخول الناتو في الصراع ونطالب بحله. كما ندعو إلى محاربة إجراءات “تقوية” الجيوش التي يتكون منها (كما أعلنت الحكومة الألمانية للتو)، لأنها تشكل تهديدا لكافة شعوب العالم. بدلا من ذلك، يجب مطالبة هذه الحكومات بتسليم أسلحتها إلى المقاومة الأوكرانية بشكل مباشر وغير مشروط.
دعونا نلبي نداء عمال المناجم الأوكرانيين بحملة موحدة لمنظمات وأحزاب الطبقة العاملة، والتي اتخذت خطوتها الأولى بالبيان المشترك الصادر عن الرابطة الأممية للعمال- الأممية الرابعة، واتحاد العمال الأممي- الأممية الرابعة، ونقابات عمالية مختلفة، وشبكة التضامن الدولية. دعونا نعزز الأممية العمالية، ليتحد عمال العالم في دعم المقاومة الأوكرانية!
ملاحظات
1-
https://internationalsocialistleague.net/interview-with-ukrainian-miners-leader/
2-
عمال الموانئ في مصفاة المملكة المتحدة يرفضون تفريغ النفط الروسي/ الغارديان
3-
انظر: الآلاف يتظاهرون في مدن أوروبية مختلفة لدعم أوكرانيا (yahoo.com)
Interview with Ukrainian miner’s leader – International
ترجمة تامر خرمه
مراجعة فيكتوريوس شمس