✍🏾 فابيو بوسكو
منذ 20 آب/ أغسطس الجاري، يحتج الشعب السوري على زيادة أسعار البنزين والمحروقات بنسبة 170٪، وضد الفقر وارتفاع الأسعار بشكل عام. وهو ما دفع الأهالي في بعض الاحتجاجات للمطالبة بإسقاط النظام. كما أن هناك الكثير من الاستياء من وجود الميليشيات الإيرانية والروسية التي تحتل البلاد.
كانت هناك احتجاجات خاطفة في دمشق والغوطة. لكن الاحتجاجات الرئيسية كانت جنوب البلاد، في درعا والسويداء، حيث يتركز السكان الدروز السوريون. كما اندلعت بعض الاحتجاجات في دير الزور شرقي البلاد.
قمع النظام السوري الاحتجاجات. في اللاذقية، وهي مدينة ذات تواجد علوي كبير على ساحل البلاد، تم اعتقال بعض النشطاء الذين دعوا للاحتجاج على سوء الأحوال الاقتصادية. وفي نوى بمحافظة درعا، أطلقت الشرطة النار على المتظاهرين. يعلم الدكتاتور بشار الأسد أن هذه الاحتجاجات يمكن أن تتحول بسرعة إلى ثورة مناهضة للنظام، ويعرف المتظاهرون أن النظام سيلجأ إلى العنف، لكن لا يوجد مخرج آخر.
الاقتصاد السوري مدمّر
دمّر قصف الطائرات السورية والروسية وعمليات الجيش السوري والمليشيات الإيرانية بلدات ومدن في مختلف أنحاء البلاد، وقد اضطر نصف الشعب السوري تقريباً إلى مغادرة منازلهم، وأصبح نصفهم لاجئين في الخارج. سلاح الجو الصهيوني ينفذ عمليات قصف أسبوعية ضد سوريا بتواطؤ روسي. حوالي 27٪ من الأراضي الوطنية تحت سيطرة الميليشيات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) بدعم من الإمبريالية الأمريكية. محافظتا إدلب وعفرين تحت السيطرة التركية.
القوة الاجتماعية الوحيدة القادرة على إعادة بناء البلاد هي الطبقة العاملة والفلاحون والفقراء، بدعم من ملايين اللاجئين في الخارج. إعادة الإعمار هذه تنطوي بالضرورة على طرد جميع القوات الأجنبية من البلاد وإسقاط النظام السوري.
10 سنوات على مجزرة الغوطة الشرقية
في 21 آب/ أغسطس 2013 شن النظام السوري هجوماً بالأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية (عين ترما، زملكا، عربين، سقبا، كفر بطنا وغيرها) راح ضحيته 1729 شخصاً.
الناشطة اليسارية رزان زيتونة قالت: “لم أر قط الكثير من الموت طيلة حياتي. كان الناس ممددين على الأرض، في الصالات، على جانب الطرق، بالمئات. لم يكن هناك عدد كاف من الأطقم الطبية لإنقاذ الناس في ظل شحّ الأدوية والمستلزمات الطبية. كان الأمر متروكاً لهم فقط لاختيار من يعالجون من بين الضحايا، حيث لم يكن هناك دواء للجميع. (…) في المقابر التي زرتها، تم دفن الضحايا في مقابر جماعية، 15 أو 20 جثّة في كل مقبرة بسبب ارتفاع أعداد الضحايا، وأجواء الرعب التي تعيشها العائلات التي تبحث عن أطفالها في كل مدينة بالغوطة، والأطفال في المراكز الطبية يبكون ويطالبون بأهاليهم، وهذا أمر لا يصدق”. (بلد يشتعل – السوريون في الثورة والحرب بقلم ليلى الشامي وروبن ياسين كساب، دار سوندرمان للنشر، ص 154).
قرّر الدكتاتور بشار الأسد شن الهجوم حيث تمكنت مجموعات المعارضة السورية من ترسيخ نفسها في جوبر وساحة العباسيين حيث يمكن أن تشن هجمات على العاصمة.
رئيس الولايات المتحدة آنذاك باراك أوباما، الذي كان قد وعد بأن الأسد سيعاني من أعمال انتقامية في حال استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، اكتفى باللعب مع الدكتاتور الروسي فلاديمير بوتين حول سحب الأسلحة الكيماوية. ثم شن النظام هجمات جديدة على السكان بالأسلحة الكيماوية. أدرك السكان السوريون أنهم لن يتلقوا أي دعم من الإمبريالية الغربية.
كان هذا الهجوم بالأسلحة الكيماوية هو الأكبر ضد السكان المدنيين في الشرق الأوسط منذ الهجمات التي شنها الديكتاتور العراقي السابق صدام حسين على سكان مدينة حلبجة الكردية في شمال البلاد في 16 مارس/ آذار 1988، والتي راح ضحيتها حوالي خمسة آلاف إنسان.
على مستوى العالم، كانت الولايات المتحدة بطلة استخدام الأسلحة الكيميائية خلال حرب فيتنام (1954-1974).
يجب التذكير هنا بأن مجزرة الغوطة الشرقية حدثت بعد أيام قليلة من مجزرة رابعة العدوية التي قتل فيها نظام الدكتاتور المصري عبد الفتاح السيسي أكثر من ألف متظاهر في 14 آب/ أغسطس 2013.
سيكون على الطبقة العاملة أن تناضل من أجل محاكمة ومعاقبة جميع المسؤولين عن هذه الجرائم ضد شعوب المنطقة.