السبت ديسمبر 14, 2024
السبت, ديسمبر 14, 2024

وفاة المفكرة المصرية نوال السعداوي

مصروفاة المفكرة المصرية نوال السعداوي

بقلم فابيو بوسكو

توفيت اليوم في القاهرة الكاتبة المصرية الكبيرة الدكتورة نوال السعداوي عن عمر ناهز التسعون عاماً

ولدت نوال السعداوي عام 1931 في كفر طحلة على نهر النيل، وتخرّجت من كلية الطب النفسي في جامعة القاهرة. في عام 1972، تم تعيينها مديرة للصحة العامة، وسرعان ما تم فصلها بسبب كتاباتها.

كماركسية، ربطت نوال السعداوي تحرير المرأة بالنضال ضد الممارسات الثقافية القمعية وضد الرأسمالية وضد الحكم الإمبريالي.

في عام 2001 أجرت مقابلة مع صحيفة “الميدان” الأسبوعية عندما ندّدت بالارتباط بين قوى الرأسمالية الليبرالية الجديدة والأصولية الدينية لفرض الحجاب وتعدد الزوجات وختان الإناث وعدم المساواة بين النساء والرجال فيما يتعلق بحقوق الميراث.

بالنسبة لنوال السعداوي، المرأة ليست مضطهدة بسبب الإسلام ولكن بسبب تفسير معين للمبادئ الإسلامية. على سبيل المثال، تقول إن الحجاب غير وارد في القرآن، بل هو تراث يهودي.

بالنسبة لنوال السعداوي، ازداد وضع المرأة المصرية سوءاً بعد وصول أنور السادات إلى السلطة عام 1970. ونتيجة لسياسته الإنفتاحية، أدت الواردات من الدول الغربية إلى ارتفاع معدلات البطالة، وزاد إحياء الجماعات السلفية في ظل حكم السادات من الضغط على المرأة. تم إخراجُهنّ من سوق العمل والتعليم. تتذكر نوال السعداوي أنها عندما كانت طالبة في جامعة القاهرة في الخمسينيات من القرن الماضي، لم تكن هناك ولو امرأة واحدة تخفي وجهها بالحجاب، وفي عام 1981، اعتقل السادات نوال السعداوي وزجّها في السجن بسبب معارضتها للتطبيع مع الصهاينة وموقفها من حقوق المرأة..

فيما يتعلق بالنسوية، كانت تنتقد التصور الغربي للمرأة العربية، والذي اعتبرها إما راقصة شرقية أو محجبة بغطاء الوجه. بالنسبة لها، غالبية النساء العربيات هن عاملات وفلاحات وطالبات ومعلمات وأساتذة – “نساء يفكرن ويعبّرن عمّا يفكرن به”. وشددت على دور المرأة العربية في كل من الإنجازات الاجتماعية مثل ابتكار الأبجدية المصرية والزراعة، وفي النضالات الاجتماعية من أجل التحرير ضد الاستعمار والصهيونية.

في عام 2005، رفض مفتي القاهرة ترشيح نوال السعداوي لرئاسة مصر على أساس أن المرأة تحيض. نوال السعداوي ردت علناً قائلة إن كونداليزا رايس، التي تصدر الأوامر لجميع الحكام العرب، تحيض أيضاً.

في عام 2011، كانت نوال السعداوي في ميدان التحرير تناضل من أجل الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية، وفي عام 2013، انحازت نوال السعداوي بشكل مؤسف إلى انقلاب السيسي العسكري، ووضعت نفسها جنباً إلى جنب مع أعداء الثورات العربية، وهو ما يتعارض مع كل كتاباتها السابقة.

ألّفت نوال السعداوي 30 كتابا -منها 24 رواية – نُشرت بعدة لغات منها: المرأة والجنس (1972) الوجه العاري للمرأة العربية (1974).

كتبت في نهاية مقدمة كتابها “الوجه العاري للمرأة العربية”:

لن يتحقق تحرير المرأة العربية ما لم يتم استئصال الأسباب والظروف التي أدت إلى اضطهاد المرأة. التحرّر الحقيقي يعني التحرّر من جميع وسائل الاستغلال – الاقتصادية والسياسية والجنسية والثقافية “.

خالص العزاء لأهل وأصدقاء وتلاميذ وكل معجبي الدكتورة نوال السعداوي

ترجمة فيكتوريوس بيان شمس

Check out our other content

Check out other tags:

Most Popular Articles