الأثنين يوليو 22, 2024
الإثنين, يوليو 22, 2024

لماذا نعارض حل الدولتين؟

فلسطينلماذا نعارض حل الدولتين؟

✍🏾 بقلم فابيو بوسكو

حل الدولتين عبارة عن تشكيل دويلة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل العنصرية القائمة بالفعل. الهدف من هذا “الحل” هو إضفاء الشرعية على دولة “إسرائيل” العنصرية، وكذلك على سياسة الفصل العنصري والتطهير العرقي التي تنتهجها ضد الشعب الفلسطيني، والتي مضت بها على مدى الـ 75 عاما الماضية.
هذا “الحل” لا يعيد حق الشعب الفلسطيني في أرضه. وإنما فقط يُشرعِن سرقة هذه الأراضي من قبل دولة إسرائيل. أضف إلى ذلك أنه حتى أولئك الذين يدافعون عن هذا “الحل” لم يضمنوا حتى الآن قيام الدولة الفلسطينية.

وعود لم تتحقق وحلّ لا يصلح أي شيء

تشكيل الدولة الفلسطينية كان وعدا قدمته الإمبريالية في محطتين، المرة الأولى عام 1947، عند التصويت على تقسيم فلسطين من قبل الأمم المتحدة، وبدعم من القوتين العظميين في ذلك الوقت، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
أما المرة الثانية فكانت عام 1993، عند توقيع اتفاقية أوسلو التي اعترفت فيها منظمة التحرير الفلسطينية (م. ت. ف) بدولة إسرائيل على 78٪ من الأراضي الفلسطينية، وحصلت في المقابل على خطة لتشكيل دويلة فلسطينية. وفي كلتا المناسبتين لم يتحقق الوعد بإقامة هذه الدولة الصغيرة.
إذا كان تقدم النضال الفلسطيني قد أرغم الإمبريالية على القبول بقيام دولة فلسطينية صغيرة، فإن هذا لا يمكن أن يكون حلا، كونه لا يضمن حق العودة لستة ملايين لاجئ فلسطيني، ولا حتى يغير الطابع العنصري لدولة “إسرائيل” التي ستستمر في قمع الفلسطينيين.

أية دولة؟ هل بالإمكان تحويل “إسرائيل” إلى دولة ديمقراطية؟

من بين الداعمين للقضية الفلسطينية، هناك تيار يدعو إلى تشكيل “دولة ديمقراطية واحدة”.
معظم مؤيدي هذا الاقتراح يدركون أن تقدم الاستعمار الإسرائيلي جعل من “حل الدولتين” مسألة غير ممكنة.
كما يدرك العديد منهم أنه يستحيل هزيمة دولة إسرائيل، نظرا لعسكرة مجتمعها، وقوتها الحربية الهائلة، وتمويلها الإمبريالي واسع النطاق. وفي النهاية يقولون إن هذا هو الحل العادل لكافة سكان فلسطين الحاليين.
لذا، فإنهم يدعون إلى إقامة دولة واحدة، يتمتع فيها الفلسطينيون و”الإسرائيليون” بحقوق متساوية، إضافة إلى ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين. كما أنهم يتبنون الوسائل السلمية لتحقيق المساواة بالنسبة للفلسطينيين عبر إصلاح دولة “إسرائيل”.

لا يمكن إصلاح دولة قائمة على الفصل العنصري

من المستحيل تغيير الطابع العنصري لمؤسسات دولة “إسرائيل” من خلال إضفاء الديمقراطية عليها، فـ “إسرائيل” ليست دولة برجوازية عادية؛ بل هي دولة فصل عنصري، تستند إلى التطهير العرقي المستمر ضد الفلسطينيين، وبؤرة إمبريالية في الشرق الأوسط.
لا بد من تفكيك مؤسسات دولة “إسرائيل”، وإقامة دولة أخرى ذات مؤسسات ديمقراطية حقيقية، لضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
لتحقيق هذه الغاية، من حق الشعب الفلسطيني استخدام كافة الوسائل الضرورية، بصرف النظر إن كانت سلمية أو غير سلمية، بهدف هزيمة إسرائيل والإمبريالية الراعية لها، وحلفائهما، سواء من الأنظمة العربية أو من البرجوازية الفلسطينية.
بالنسبة لسكان “إسرائيل” الحاليين، فمن الضروري أن نتذكر أنه في حالة الاضطهاد، يجب أن نوجه اهتمامنا أولا وقبل كل شيء إلى المضطهدين، أي إلى الشعب الفلسطيني. لا بد من ضمان كافة حقوقه.
أما بالنسبة لـ “الإسرائيليين”، فلطالما كان الشعب الفلسطيني شعبا كريما، وبالتالي فإنه سيقبل ذلك الجزء من الشعب “الإسرائيلي” الذي يوافق على العيش بسلام مع الفلسطينيين. ويجب تقديم “الإسرائيليين” الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، ولا سيما القادة الصهاينة، إلى العدالة، ومحاسبتهم على أفعالهم.

فلسطين العلمانية الديمقراطية

الاقتراح الأصلي لمنظمة التحرير الفلسطينية كان إنشاء فلسطين حرة وعلمانية (دون أية هوية دينية)، وديمقراطية، وذلك على كامل ترابها التاريخي، أي من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط.
هذا هو الحل الوحيد الذي يضمن العدالة للشعب الفلسطيني، أي المساواة في الحقوق، وعودة اللاجئين، وتقرير المصير. وسيتم تحقيق ذلك عبر نضال الطبقة العاملة الفلسطينية، والقطاعات المضطهدة، إلى جانب الطبقة العاملة العربية والأممية، ضد أعداء القضية الفلسطينية الثلاثة: “إسرائيل”/ الإمبريالية، والأنظمة العربية، والبرجوازية الفلسطينية.
بمجرد وصولها إلى السلطة، على الطبقة العاملة الفلسطينية تلبية الحاجة إلى الانفصال عن الإمبريالية والرأسمالية من أجل ضمان العدالة الاجتماعية للعمال والنساء والشباب. ولا بد من استكمال هذا النضال بموجة أخرى من الثورات العربية، من أجل تهيئة الظروف لتشكيل اتحاد فيدرالي للجمهوريات الاشتراكية في الشرق الأوسط.


ترجمة تامر خرمه
مراجعة فيكتوريوس بيان شمس

Check out our other content

Check out other tags:

Most Popular Articles