الأثنين يوليو 22, 2024
الإثنين, يوليو 22, 2024

كل الدعم للمقاومة الفلسطينية البطلة!

فلسطينكل الدعم للمقاومة الفلسطينية البطلة!

صباح يوم السبت السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، قاد الشعب الفلسطيني فصلا جديدا في مقاومته الشجاعة، حيث أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية منسّقة ومفاجئة بعنوان “طوفان الأقصى” فيما يُعرف بمنطقة “غلاف غزة”.
في هجوم المقاومة الجوي والبري كان على خط المواجهة شبّان يرفعون شعار “كفى!”، تسللوا إلى المستوطنات الصهيونية وقتلوا العشرات من جنود قوات الاحتلال – هناك تقارير عن مقتل (600) صهيوني وإصابة حوالي حوالي (2000) آخرين – استعاد المقاتلين جزءاً من أراضيهم المحتلة، والتي طُرد منها أجدادهم بالعنف. بنيت هذه المستوطنات على جثث الناس والقرى الفلسطينية في النكبة (كارثة قيام الكيان الإسرائيلي العنصري في 15 مايو 1948 من خلال التطهير العرقي المخطط له).
وكجزء من هذا العمل البطولي، أطلق الفلسطينيون 5000 صاروخ من غزة. وعلى الأرض، استعرضوا فوق دبابات إسرائيلية استولوا عليها وأسروا جنوداً صهاينة يمكن مبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين في معتقلات العدو (اليوم 5200، بينهم 33 امرأة و170 طفلاً). كما كسروا جزءاً من السياج الذي يشكل الحصار الصهيوني القاتل على غزة، والذي استمر 16 عاماً وتسبب بسجن 2.4 مليون فلسطيني.
أدّت العملية لفرار آلاف المستوطنون بجوازات سفرهم الأجنبية عبر المطارات والصحاري، وأعلن رئيس وزراء “إسرائيل” المجرم بنيامين نتنياهو: “نحن في حالة حرب”. وفي غضون ساعات قليلة من القصف الصهيوني في إطار العقاب الجماعي النموذجي لغزة، قُتل أكثر من 200 فلسطيني، بمن فيهم النساء والمسنين والأطفال. قصف هائل آخر في نطاق ضيق.
لدى الشعب الفلسطيني تقليد عريق في تحويل الدم المراق إلى خميرة لمقاومته البطولية. إنه ليس خيارا، بل هو نضال عادل ومثالي وشجاع من أجل التحرير الوطني، والذي استمر أكثر من 75 عاما.
من الواضح أن المذبحة الصهيونية التي تتكرر في غزة تحظى بدعم الإمبريالية الأمريكية، وتواطؤ الأمم المتحدة والحكومات في جميع أنحاء العالم، هذه الحكومات التي سارعت إلى إدانة المقاومة الفلسطينية مرة أخرى، ووصفتها زورا بأنها “إرهابية”.
إن الشعب الفلسطيني، في نضاله الأممي بامتياز، مستاء بحق من “المعايير المزدوجة” وتعدّد المكاييل، على سبيل المثال، فيما يتعلق بكفاحه ضد الاستعمار الصهيوني والحرب التي روج لها بوتين القاتل في أوكرانيا. نحن مع مقاومة الشعبين الذين يناضلان من أجل التحرر الوطني – الأوكراني والفلسطيني.
هذه الحكومات نفسها تلتزم الصمت تجاه النكبة المستمرة، والتي أدت في عام 2023 وحده إلى مقتل أكثر من 250 فلسطينياً. كل يوم يُقتل فلسطيني، وهو لا يستحق سطراً واحداً في دبلوماسيتهم، أو وفي أحسن الأحوال يتحدّثون عن “كلا الجانبين” – متجاهلين حقيقة أن هنالك معتدون ومستعمرون وشعب تحت الاستعمار والاحتلال والفصل العنصري. هذه الدبلوماسية المنافقة تخدم الحكومات في تعاملها مع الفصل العنصري الصهيوني، بما في ذلك استيراد التقنيات العسكرية.
وهذا هو حال البرازيل، التي تستخدم نفس الأسلحة المستخدمة في الإبادة الجماعية للفقراء والسكان الأصليين والسود في الضواحي. هذه الحكومات مثل حكومة لولا، تدعي أنها “صديقة للفلسطينيين”، بينما تساوي بلا خجل بين الظالم والمظلوم، وسارعت الآن إلى الانضمام إلى الإدانة العالمية للمقاومة الفلسطينية. إنهم يطالبون باستئناف اتفاقيات “سلام المقابر”، في إطار تواطؤهم مع الفصل العنصري. وفي الوقت نفسه، في دولة مثل لبنان، خرج العرب في مظاهرات للتعبير عن دعمهم اللا مشروط للمقاومة الفلسطينية. نحن في هذا الجانب الداعم للمقاومة بلا شروط.
قبل يوم واحد من هجوم المقاومة الفلسطينية البطلة، التي أظهرت هشاشة القوة الحربية الرابعة في العالم (إسرائيل)، قتلت قوات الاحتلال مرة أخرى هذا العام أربعة فلسطينيين، قرب نابلس، في الضفة الغربية المحتلة، في قرى الشوفة وحوارة. وتواجه الأخيرة (حواره) موجة من المذابح منذ بداية عام 2023، مع اجتياح عنيف للمستوطنين الذين أضرموا النار في منازل ومركبات الفلسطينيين. لليوم الخامس على التوالي، وفي خضم عيد ديني يهودي، يقتحم صهاينة آخرون المسجد الأقصى، بينما تمضي عملية تهويد البلدة القديمة في القدس على قدم وساق.
كل هذا العنف الوحشي الذي مارسه المستعمر الصهيوني دفع بالشباب، الذين يطلق عليهم “أطفال أوسلو”، إلى المقاومة المسلحة. يطلق عليهم صفة “أبناء أوسلو” لأنهم ولدوا تحت حكم نظام اتفاقيات أوسلو الكارثية، التي تم التوقيع عليها قبل 30 عاما بين منظمة التحرير الفلسطينية و”إسرائيل”، بوساطة الإمبريالية الأمريكية، التي لم تؤمن بالسلام يوماً، فيما يعانون أيضاً على يد خدم الاحتلال، السلطة الفلسطينية، الحريصة على تعاونها الأمني ​​مع إسرائيل.
إن العمل المنسق الذي قامت به “حماس”، يرسل إلى العالم رسالة مختصرة أن: “كفى!”، فيما ما يزال الشعب الفلسطيني على حافة الانتفاضة. ومن الضروري أن تنضم الشعوب العربية المضطهدة في دول الجوار إلى هذه الحركة ضد طغاتها الذين قاموا بتطبيع العلاقات مع دولة “إسرائيل” العنصرية، والذين يقفون بكل تجبّر ضد حركة التحرر الوطني للشعب الفلسطيني.
إننا “الرابطة الأممية للعمال – الأممية الرابعة” وأحزابها حول العالم، نعلن دعمنا غير المشروط للمقاومة الفلسطينية البطولية والتاريخية. إننا ندعو جميع المضطهدين والمستغلين إلى إظهار التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني، وتنظيم المظاهرات، وقبل كل شيء، الانضمام إلى حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات المركزية ضد إسرائيل. وبهذا المعنى، نطالب الحكومات في جميع أنحاء العالم بسحب اعترافها بنظام الفصل العنصري الصهيوني وتمزيق جميع اتفاقياتها مع دولة “إسرائيل” الاستعمارية المجرمة على الفور.

الحرّية لفلسطين من النهر إلى البحر!
عاشت مقاومة الشعب الفلسطيني البطولية!

 

Check out our other content

Check out other tags:

Most Popular Articles